تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة
إشكالية الوحدة:
ينتظم المجال العالمي في شكل مجالات متباينة من حيث درجة الاندماج في إطار العولمة، حيث نميز فيه بين ثلاثة أصناف، المجالات المهيمنة، المجالات المندمجة، والمجالات التي في طور الاندماج.
- فما البلدان المكونة لكل صنف منها؟ وما أهم الخصائص السوسيو اقتصادية المميزة لها؟
- ما مظاهر الترابطات بين هذه المجالات الناتجة عن العولمة؟
1/ المجالات المهيمنة في إطار العولمة الاقتصادية
1-1/ خصائص المجالات المهيمنة في إطار العولمة الاقتصادية ومناطق نفوذها
+ أمريكا الشمالية: تضم الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، %5 من سكان العالم، أول قوة اقتصادية عالمية، %22.7 من الناتج الداخلي الخام في العالم، %15.7 من التجارة العالمية، %14.5 من الاستثمارات الخارجية في العالم.يشمل نفوذها أمريكا الوسطى والجنوبية.
+ أوربا الغربية: %7 من سكان العالم، ثاني قوة اقتصادية عالمية، %23 من الناتج الداخلي الخام في العالم، %37 من التجارة العالمية، %47 من الاستثمارات الخارجية في العالم.يشمل نفوذها القارة الإفريقية والشرق الأوسط.
+ اليابان: %2 من سكان العالم، ثالث قوة اقتصادية عالمية، %8.3 من الناتج الداخلي الخام في العالم، %6.4 من التجارة الخارجية العالمية، %0.3 من الاستثمارات الخارجية في العالم.ويشمل نفوذه جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.
1-2/ مظاهر الهيمنة الاقتصادية من طرف الأقطاب الثلاثة الكبرى في العالم
تتجلى مظاهر الهيمنة الاقتصادية للأقطاب الثلاثة الكبرى في العالم في:
+ الهيمنة المالية: حيث تستقطب %60 من الاستثمارات العالمية، تتحكم في البورصات العالمية، تعتمد الدولار والأورو عملة أساسية، تستحوذ على %73 من الناتج الداخلي الخام.
+ الهيمنة الصناعية: تحتكر الصناعات عالية التكنولوجيا (صناعات إلكترونية دقيقة، غزو الفضاء...) تسيطر على الأسواق العالمية بواسطة الشركات متعددة الجنسية.
+ الهيمنة التجارية: تحتكر %86 من التجارة العالمية، تعتمد في مبادلاتها على تصدير المواد المصنعة ذات القيمة العالية.
+ الهيمنة الثقافية: تتحكم في وسائل الاتصال والإعلام وتعمل من خلالها على نشر ثقافتها وقيمها.
2/ خصائص المجالات المندمجة والتي في طور الاندماج ودورها في العولمة
2-1/ المجالات المندمجة في إطار العولمة: الخصائص والمكانة الاقتصادية
تتمثل المجالات المندمجة في إطار العولمة في:
+ الدول الصناعية الجديدة الآسيوية: كوريا الجنوبية، تايوان، هونغ كونغ وسنغافورة. حققت انطلاقة اقتصادية منذ ستينيات القرن 20م اعتمادا على التصنيع وتصدير المواد المصنعة التجهيزية والإلكترونية. تحولت شركاتها إلى شركات متعددة الجنسية. %3.5 من الناتج الداخلي الخام في العالم، %9.6 من التجارة العالمية، %7.1 من الاستثمارات الخارجية.
+ القوى الصاعدة: الصين، الهند، ماليزيا، البرازيل، جنوب إفريقيا... عرفت حركة تصنيع حديثة، يعتمد اقتصادها على تصدير المواد المعدنية ومنتجات الصناعة الاستهلاكية. %26.6 من الناتج الداخلي الخام في العالم، %13.9 من التجارة العالمية، %14.9 من الاستثمارات الخارجية.
+ الدول البترولية: دول الخليج العربي، الجزائر، ليبيا، فنزويلا... يرتكز اقتصادها على استخراج وتكرير وتصدير البترول والغاز الطبيعي. %4.1 من الناتج الداخلي الخام في العالم، %6.4 من التجارة العالمية، %3.6 من الاستثمارات الخارجية.
2-2/ المجالات في طور الاندماج في إطار العولمة: الخصائص والمكانة الاقتصادية
تتمثل المجالات المندمجة في إطار العولمة في:
+ رابطة الدول المستقلة وأوربا الشرقية: بلدان اشتراكية سابقا، تشهد تحولا نحو اقتصاد السوق مساهمة ضعيفة في نظام العولمة. %6.3 من الناتج الداخلي الخام في العالم، %3.3 من التجارة العالمية، %7.3 من الاستثمارات الخارجية.
+ الدول النامية: نمو اقتصادي متوسط، تأخر في التنمية، مبادلات تجارية غير متكافئة مع دول الشمال. %4.3 من الناتج الداخلي الخام، %7 من التجارة العالمية، %10.2 من الاستثمارات الخارجية.
+ البلدان الأقل نموا: بلدان مهمشة اقتصاديا، يعتمد اقتصادها على تصدير المواد الخام، %1.2 من الناتج الداخلي الخام، %0.7 من التجارة العالمية، %1.6 من الاستثمارات الخارجية.
3/ مظاهر الترابطات داخل المجال العالمي
+ تحديد معنى الترابطات داخل المجال العالمي: يقصد بها التداخل أو الارتباط الذي أصبح يميز اقتصادات العالم ومناطقه بفعل العولمة.
+ مظاهر الترابطات: تتمثل مظاهر الترابطات داخل المجال العالمي في:
- تيارات الهجرة البشرية: وتتمثل في هجرة اليد العاملة وهجرة الأدمغة والهجرة السرية من مناطق انطلاق الهجرة (بلدان الجنوب) نحو مناطق استقبال الهجرة (دول الشمال)
- التيارات المالية: وتتمثل في حركة الاستثمارات والأموال عبر العالم. وتتم من خلال البورصات. إلى جانب عمليات تبييض الأموال.
- تيارات تجارة النفط: وتتمثل في نقل البترول من الدول المنتجة والمصرة في اتجاه الدول الصناعية الكبرى
خلاصة:
بالرغم من الإيجابيات المتعددة للعولمة، إلا أنها زادت من تطريس الهوة بين الشمال والجنوب، الأمر الذي يحتم على دول الشمال إضفاء بعد إنساني على العولمة ويدعو دول الجنوب إلى استغلال كل فرص التعاون فيما بينها.
