البرازيـــل: نمو اقتصادي واستمرار التفاوتات في التنمية البشرية

 

البرازيـــل: نمو اقتصادي واستمرار التفاوتات في التنمية البشرية

إشكالية الوحدة:

يعتبر البرازيل أكبر قوة اقتصادية ضمن مجموعة مركوسور، بالنظر إلى حجم النتاج الداخلي الخام، ونمو القطاعات الاقتصادية الثلاث. لكن ذلك لم يمنع من استمرار وجود تفاوتات مجالية في مستوى التنمية.

- فما هي مظاهر النمو الاقتصادي بالبرازيل؟

- ما هي العوامل المفسرة لهذا النمو الاقتصادي؟

- ما هي مظاهر التفاوتات التي يعرفها البرازيل في مجال التنمية البشرية؟

1/ مظاهر النمو الاقتصادي للبرازيل.

1-1/ مميزات الفلاحة البرازيلية ومظاهر نموها.

+ من حيث أنواع المنتجات الفلاحية:

- الإنتاج الزراعي: الحبوب (الصوجا، الدرة، الأرز، القمح، ) المزروعات الصناعية (البن، قصب السكر، القطن) البرتقال، البطاطس...

- تربية الماشية: الأبقار، الخنازير والأغنام.

+ من حيث حجم الإنتاج: إنتاج هام يحتل مراتب متقدمة عالميا، الرتبة الأولى في إنتاج البن، قصب السكر، البرتقال، الأبقار. الرتبة الثانية في إنتاج الصوجا، الرتبة الثالثة في إنتاج الدرة، والخنازير. الرتبة الخامسة في إنتاج القطن.

+ من حيث التوزيع الجغرافي: على الواجهة الشرقية زراعات تسويقية، في الوسط رعي واسع، وفي الغرب أنشطة القطف في غابة الأمازون.

+ من حيث تطور الإنتاج الفلاحي: ارتفاع مردود الإنتاج الزراعي، الأرز من 1.9 إلى 3.3 طن/ هـ ، الصوجا من 1.7 إلى 2.6 طن/ هـ. تزايد أهمية المنتجات الفلاحية ضمن الصادرات.

2-1/ مميزات نمو الصناعة في البرازيل ومظاهر قوتها.

+ من حيث فروع الصناعة:

- الصناعات الاستهلاكية: المطاط(الرتبة 5)، الورق (الرتبة 7)، السكر وعصير البرتقال (الرتبة 1) الألبسة والنسيج...

- الصناعات الميكانيكية: صناعة السيارات (الرتبة 11) سيارات تعمل بالوقود الحيوي (الميثانول)

- الصناعات المتطورة:أجهزة الاتصالات، صناعة الطائرات الصغيرة للخدمات البريدية (الرتبة 1) الطائرات الصغيرة المدنية (الرتبة 4).

+ من حيث أهمية القطاع الصناعي: يساهم بنسبة %34.3 من النتاج الداخلي الخام. مراكز صناعية تعرف حركة تجديد حديثة.

3-1/ بنية التجارة البرازيلية ومكانتها العالمية.

+ من حيث بنية التجارة الخارجية:

- الصادرات: تغلب عليها المواد الفلاحية (%29.6) وآلات ومواد التجهيز (%25.6) ووسائل النقل (%14.7)

- الواردات: تغلب عليها آلات ومواد التجهيز (%36.4) والكيماويات (%19.6).

+ من حيث قيمة المبادلات التجارية:

بلغت قيمة الصادرات 118.3 مليار دولار، والواردات 77.6 مليار دولار الشيء مما يحقق فائضا في الميزان التجاري بقيمة 40.7 مليار دولار (2000)

+ من حيث التوزيع الجغرافي للمبادلات التجارية الخارجية:

المجموعات التجارية الكبرى	أوربا	أمريكا الشمالية	أمريكا الجنوبية	آسيا	إفريقيا	الشرق الأوسط
قيمة المبادلات التجارية	44.49	43.13	37.94	37.82	12.84	6.89

2/ العوامل المفسرة للنمو الاقتصادي بالبرازيل.

1-2/ العوامل المفسرة لقوة الفلاحة البرازيلية.

+ العوامل الطبيعية:

- التضاريس: يغلب عليها طابع الانبساط، تتنوع بين سهول وهضاب واسعة وأحواض.

- المناخ: متنوع بين مناخ استوائي في الشمال الغربي، مداري يعرف تعاقب الفصول في الوسط، مداري جاف في أقصى الشمال الشرقي، شبه مداري في الجنوب الشرقي، ساحلي ممطر على الواجهة الشرقية.

=> انبساط التضاريس ووفرة التساقطات يوفر ظروفا ملائمة للنشاط الفلاحي واستغلال الغابة (غابة الأمازون).

+ العوامل البشرية: يضم البرازيل طاقة بشرية تقدر بـ 183.9 مليون نسمة مما يوفر اليد العاملة الضرورية للاستغلال الفلاحي.

+ العوامل التنظيمية: ممارسة النشاط الفلاحي في إطار استغلاليات رأسمالية كبرى تدعى "لاتيفونديا"، اندماج الفلاحة في إطار اقتصاد السوق، ووجود شركات متعددة الجنسية توفر إمكانات هامة للاستغلال الفلاحي في مجال الاستثمارات المالية والتسيير واستخدام الآلات الفلاحية.

+ العوامل التقنية: تستفيد الفلاحة البرازيلية من استخدام الآلات، والبذور المختارة، والاستثمارات المالية الوطنية والأجنبية، ودور الدولة في التوجيه.

+ دور البحث العلمي: تستفيد الفلاحة البرازيلية من أهمية دور البحث العلمي الذي يشرف عليه جهاز  تابع لوزارة الفلاحة، ساهمت نتائجه في زيادة المردود الفلاحي وإنتاج أصناف نباتية قادرة على التأقلم مع الظروف الطبيعية للبرازيل.

2-2/ العوامل المفسرة لنمو الصناعة البرازيلية.

+ الموارد الطبيعية: يوفر المجال الطبيعي في البرازيل موارد طبيعية متنوعة من معادن كالفوسفاط (الرتبة 2)، الحديد (الرتبة 3)، البوكسيت (الرتبة 4). ومصادر الطاقة كالبترول والغاز الطبيعي والفحم.

+ الاستثمارات الأجنبية: شهدت الاستثمارات الأجنبية في البرازيل تزايدا ملحوظا حيث ارتفعت من 3.4 إلى 7.6 مليار دولار (1999/ 2002).

+ عوامل مساهمة: تستفيد الصناعة البرازيلية من عوامل مساعدة كوفرة القروض ومبادرات المقاولين وأهمية الاستهلاك.

=> يوفر تضافر العوامل الطبيعية والتنظيمية ظروفا ملائمة لنمو الصناعة البرازيلية.

3-2/ العوامل المفسرة لنمو التجارة البرازيلية.

+ العامل الجغرافي: وتتمثل في أهمية موقع البرازيل بالنسبة لمحاور التجارة العالمية، وملاءمة السواحل لإقامة موانئ.

+ العامل الاقتصادي: وتتمثل في وفرة الثروات الطبيعية ومنتجات الزراعة التسويقية والخشب كمواد تصديرية، يساهم في إنعاشها وفرة الاستثمارات الأجنبية.

+ العامل التنظيمي: شركات رأسمالية متعددة الجنسيات تساهم في إنعاش المبادلات التجارية، دور مجموعة مركوسور في تنشيط التبادل التجاري، ارتكاز النظام الرأسمالي على اقتصاد السوق، فعالية دور التنظيم البنكي، بنية هامة من الموانئ، توسيع المبادلات من خلال تنظيم معارض ومهرجانات تجارية.

+ الاستثمارات الأجنبية: تستثمر في عدة مجالات كالتجارة والنقل والاتصالات وباقي الخدمات.

+ دور الدولة: تعمل الدولة على تنمية أقطاب جديدة للتصدير، تحسين برامج تمويل الصادرات، وضع نظام تأمين قروض الاستثمار في التصدير، إلغاء الضرائب المباشرة، وضع أسعار تفضيلية للصادرات، إقرار مجموعة من التسهيلات لتشجيع الصادرات.

3/ التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية بالبرازيل.

1-3/ التفاوت الاقتصادي بين الجهات البرازيلية.

+ مظاهر التفاوت الاقتصادي: يلاحظ تفاوت جهوي كبير بين:

- مناطق متطورة: تشمل الجنوب والجنوب الشرقي والوسط الجنوبي، تعتبر قلب البرازيل المتطور حيث يرتفع مستوى المعيشة، وتتركز الاستثمارات، وتتوفر البنيات التحتية الجيدة، واليد العاملة المؤهلة، ومصادر التموين والسوق الاستهلاكية الواسعة. كما يحظى باهتمام كبير من قبل السلطات العمومية. ويحقق الجنوب الشرقي %59.4، الجنوب %15.9، والوسط الجنوبي %7.2 من الناتج الداخلي الخام.

- المناطق الهامشية: تضم الشمال الشرقي والأمازون، رغم امتدادها الكبير تعاني من ضعف تركز الأنشطة الاقتصادية من فلاحة وصناعة وخدمات. يساهم الشمال الشرقي بـ %12.7، والشمال بـ %4.9 من الناتج الداخلي الخام.

+ عوامل التفاوت الجهوي:

- عوامل تاريخية: خضع تطور الاقتصاد البرازيلي لنظام توالي الدورات الزراعية  حسب متطلبات السوق الأوربية منذ القرن 16م. فبعد تراجع أهمية قصب السكر تأخرت منطقة الشمال الشرقي. أما الجنوب الشرقي فبعد دورة البن استفاد من التحولات التي أفرزها تأسيس نظام اقتصادي جديد.

- عوامل تنظيمية: استفاد الجنوب الشرقي من قربه من مراكز اتخاذ القرارات وتمركز الأنشطة الاقتصادية وتدفق الاستثمارات عكس الشمال الشرقي.

2-3/ مظاهر التفاوت الاجتماعي بالبرازيل.

يتميز الوضع السوسيو اقتصادي بالبرازيل بمؤشرات إيجابية: ارتفاع متوسط أمد الحياة 70.8 سنة، ارتفاع متوسط الدخل الفردي 8195 دولار، ارتفاع نسبة تعليم الكبار %88.6. إلا أن هذه المؤشرات تخفي فوارق اجتماعية على عدة مستويات:

+ على مستوى توزيع الدخل: يتباين توزيع الدخل حسب الولايات، بورتو أليكري 388 دولار، بيلو أوريزونتي 305 دولار.

+ على مستوى توزيع نسب الأمية: تنخفض نسب الأمية في ولايات الجنوب الشرقي %3.62 بينما ترتفع في الشمال الشرقي %64.69.

+ على مستوى توزيع مؤشر التنمية البشرية: يرتفع مؤشر التنمية البشرية في الجنوب الشرقي (0.91) بينما ينخفض في الشمال والأمازون (0.46).

+ على مستوى المعيشة: يلاحظ تباين في مستوى المعيشة بين:

- سكان المدن الذين يستفيدون من مستوى معيشي مرتفع وسكان البوادي الذين يعانون من تدني مستوى المعيشة.

- سكان المدينة الواحدة بين سكان الأحياء الراقية الذين يستفيدون من ملاءمة الظروف السكنية والتوفر على كل الوسائل الضرورية والتجهيزات المنزلية، وسكان الأحياء الهامشية الفقيرة "فاﭭيلا" (Favela) حيث تكاد تنعدم المرافق الصحية والتجهيزات المنزلية الضرورية.

 

مكانة البرازيل ضمن محيطه الجهوي: السوق المشتركة لبلدان أمريكا الجنوبية "مركوسور"

+ تعريف مجموعة مركوسور: منظمة تجارية جهوية تأسست سنة 1991، تضم الأرجنتين، البرازيل، الأوروغواي والباراغواي. تستهدف إنشاء سوق مشتركة بين دول أمريكا الجنوبية من خلال تخفيض التعريفة الجمركية وتحسين المبادلات مع دول أخرى من أمريكا الجنوبية.

+ مكانة البرازيل ضمن مجموعة مركوسور:

المؤشرات	عدد السكان	الدخل الفردي	أمد الحياة	نسبة الفقر	نسبة تعليم الكبار	الناتج الداخلي الخام	مؤشر التنمية البشرية
الرتبة	1	3	4	3	2	1	3

 

 

***********************

***********************