إشكالية الوحدة:
تعتبر كوريا الجنوبية أحد أبرز نماذج
البلدان الصناعية الجديدة بالمحيط الهادي، وأحد التنينات الأربعة، تمكنت من تحقيق
انطلاقة اقتصادية قوية منذ ستينيات القرن 20م.
- فما هي مظاهر النمو الاقتصادي في
كوريا الجنوبية؟
- ما هي العوامل المفسرة للنمو
الاقتصادي في كوريا الجنوبية؟
- ما هي آثار النمو الاقتصادي على
الأوضاع الاجتماعية بكوريا الجنوبية؟
- ما هي المشاكل والتحديات
التي يواجهها اقتصاد كوريا الجنوبية؟
1/ مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا
الجنوبية.
1-1/ مظاهر النمو الصناعي بكوريا
الجنوبية.
+ كوريا الجنوبية دولة صناعية صاعدة: تحتل الرتبة 11 في
الاقتصاد العالمي، أصبحت منتجاتها الصناعية خلال العقدين الأخيرين تغزو الأسواق
العالمية بفعل جودتها التكنولوجية وأسعارها التنافسية.
+ إنتاج صناعي يحتل مراتب متقدمة
عالميا: السفن
(الرتبة 2) أجهزة التلفزة والفيديو والراديو (الرتبة 3) الصلب (الرتبة 5) السيارات
(الرتبة 6).
+ إنتاج صناعي ينمو بوتيرة متزايدة: ارتفعت نسبة نمو الإنتاج
الصناعي من حوالي %5 (2000) إلى حوالي %30 (2006).
+ صناعات عالية التكنولوجيا تنمو بنسب
مرتفعة: صناعة
شبه الموصلات (%25.2) المنتجات الإلكترونية (%11).
+ إنتاج صناعي متكامل: صناعات أساسية (الحديد
والصلب، صناعات كيماوية، تكرير البترول) صناعات تجهيزية ( السفن) صناعات ميكانيكية
(السيارات) صناعات استهلاكية (النسيج، الصناعات الغذائية)...
+ إنتاج صناعي أصبح يرتكز
على الصناعات الدقيقة: التلفزة الرقمية المسطحة، السيارات ذات المحرك الكهربائي،
صناعة شبه الموصلات ( Samsung ثاني أكبر شركة عالمية من حيث رأس المال بعد
شركة Intel الأمريكية)
2-1/
مظاهر نمو قطاع التجارة والخدمات في كوريا الجنوبية.
+
قطاع التجارة الخارجية:
-
ارتفاع قيمة الصادرات من المواد المصنعة: من 85.1 مليار
دولار (1990) إلى 252.4 مليار دولار (2001)
-
هيمنة المنتجات الصناعية على المبادلات التجارية: تمثل المواد
المصنعة %63.2 من الواردات و%92.3 من الصادرات.
-
تعدد الشركاء التجاريين: تتم مبادلات كوريا الجنوبية مع مختلف
مناطق العالم. وتأتي الصين في مقدمة زبناء كوريا الجنوبية بنسبة %19.6 تليها
الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة %16.9 من الصادرات، وتأتي اليابان في مقدمة
الممونين بنسبة %20.6 تليها الصين %13.2 والولايات المتحدة الأمريكية %12.9.
-
تحول حصيلة الميزان التجاري نحو تحقيق الفائض: إلى حدود نهاية
تسعينيات القرن 20 ظل الميزان التجاري يسجل عجزا، ليحقق فائضا ابتداء من سنة 1999،
بلغت قيمته 23 مليار دولار سنة 2005.
+
قطاع الخدمات: تتوفر في كوريا الجنوبية مجموعة من الخدمات في
مقدمتها قطاع النقل (%34 من الواردات و%54 من الصادرات) ثم قطاع السياحة (%25 من
الواردات و%17 من الصادرات) وخدمات أخرى كالتأمين والاتصالات وغيرها.
2/ العوامل
المفسرة للنمو الاقتصادي بكوريا الجنوبية.
1-2/ العوامل
المفسرة للنمو الصناعي بكوريا الجنوبية.
+ العوامل
التاريخية: استفادت كوريا الجنوبية من تجارب تاريخية أهمها الاحتلال
الأمريكي (1945- 1949) والدعم الأمريكي من خلال مشروع مارشال وخلال الحرب الكورية
(1950- 1953).
+
العوامل البشرية: تتوفر كوريا الجنوبية على طاقة بشرية يبلغ تعدادها 48
مليون نسمة، تتميز بخصائص ساهمت في تحقيق الانطلاقة الاقتصادية: انخفاض معدل
البطالة %3.1، مستوى تعليمي وتأهيل تقني مرتفع، انخفاض الأجور، انضباط في العمل،
مشاركة فعالة في مشاريع التنمية الاقتصادية.
+ العوامل
التنظيمية:
- تنظيم المجال
الصناعي: مناطق صناعية رئيسية (الشمال، والجنوب الشرقي) وأقطاب تكنولوجية ومدن صناعية
ترتبط عبر محاور للتنمية الصناعية.
- تنظيم
المقاولات الصناعية: تنتظم المقاولات الصناعية في إطار تركيز رأسمالي أفرز مقاولات
كبرى تحتكر أنشطة متكاملة (شيبول Chaebol) ومقاولات
متخصصة في مجالات محددة مثل هيونداي Hyundai في مجال
الصناعة الميكانيكية، Samsung وlg في الصناعات
الإلكترونية الدقيقة...
- تدخل الدولة:
تعمل الدولة على توجيه المقاولات الصناعي من خلال وضع مخططات توجيهية.
+ العوامل
التقنية: تستفيد الصناعة في كوريا الجنوبية من الاهتمام الذي توليه
الدولة للتعليم حيث تخصص له %7.1 من الناتج الداخلي الخام، والبحث العلمي حيث
تساهم المقاولات الكورية الجنوبية بنسبة %53 في البحث والتنمية بالدول النامية.
+
العوامل المالية: ارتفع حجم الاستثمارات الأجنبية في كوريا الجنوبية من
532 مليون دولار (1985) إلى 7200 مليون دولار (2005)
2-2/ العوامل
المفسرة لنمو قطاع التجارة والخدمات بكوريا الجنوبية.
+ مكانة متميزة
ضمن دول العالم النامي الصاعدة: تأتي كوريا الجنوبية في المرتبة
الثانية ضمن بلدان العالم النامي الصاعدة من حيث الحصة من صادرات المواد المصنعة
حيث تساهم بنسبة %12 بعد الصين (%16).
+ تزايد حجم
إنتاج وصادرات السيارات: يعرف إنتاج وتصدير السيارات في
كوريا الجنوبية تزايدا ملحوظا.
+ قدرة تنافسية
عالية لمنتجات كوريا الجنوبية:
- في مجال صناعة
السيارات: أصبحت السيارات الكورية الجنوبية تغزو أسواق العالم بفعل قدرتها على
تلبية كل الأنواع المطلوبة، العناية بالمظهر الخارجي للسيارة، الجودة التقنية
لأداء السيارة، كثافة شبكة الخدمة بعد البيع.
- في
مجال صناعة الأجهزة الالكترونية: تلقى منتجات كوريا الجنوبية من الأجهزة
الالكترونية إقبالا متزايدا من المستهلكين في كل أنحاء العالم بفعل جودة تصاميمها
ودقة أدائها مثل منتجات شركة Samsung و LG.
3/ حصيلة التنمية الاقتصادية بكوريا
الجنوبية.
3-1/ آثار التنمية الاقتصادية على
الأوضاع الاجتماعية بكوريا الجنوبية.
+ الوضع الديمغرافي: انخفاض معدل التزايد
الطبيعي ‰5، انخفاض معدل وفيات الأطفال ‰5، ارتفاع نسبة السكان النشيطين %72،
ارتفاع نسبة تعليم الكبار %98، وارتفاع نسبة السكان الحضريين %80.6.
+ مستوى التعليم: ترتفع نسبة التعليم بكوريا
الجنوبية حيث أصبحت تتجاوز أحيانا الدول الصناعية الكبرى، فنسبة المسجلين بالتعليم
العالي تصل إلى %60.4 مقارنة بفرنسا %51، واليابان %40.5.
+ توزيع اليد العاملة: يشتغل %62.2 من اليد
العاملة بالقطاع الثالث مقابل %34.6 بالقطاع الثاني و%3.2 بالقطاع الأول.
+ مؤشر التنمية البشرية: بلغت نسبة نمو الناتج
الداخلي الخام %4.6 وارتفع الدخل الفردي إلى 14.166 دولار(2005) وبذلك ارتفع مؤشر
التنمية البشرية إلى 0.912.
+ الاستفادة من التقنيات
الحديثة:
%71 من السكان مرتبطون بشبكة الإنترنيت، %96 من الشباب يترددون بشكل منتظم على
موقع Cyworld
الذي يوفر مختلف أنواع الخدمات والتواصل، %76 من السكان يتوفرون على هاتف محمول.
وابتداء من 2005 أصبح بالإمكان الاستفادة من خدمات التلفزة عبر الهاتف المحمول،
إضافة إلى خدمات أخرى كالقطار السريع وغيره.
2-3/ المشاكل والتحديات التي يواجهها
اقتصاد كوريا الجنوبية.
+ على مستوى المشاكل:
- الافتقار إلى الموارد الطبيعية: لا
يوفر المجال الطبيعي حاجات كوريا من المعادن ومصادر الطاقة مما يدفع إلى استيراد
كل الحاجات الاستهلاكية تقريبا، (257 مليون برميل من البترول، 2920 مليون م2
من الغاز الطبيعي)
- عدم كفاية الإنتاج الغذائي: باستثناء
الأرز والبطاطس تعاني كوريا الجنوبية من نقص في الإنتاج الغذائي يدفعها إلى
الاستيراد (8.5 مليون طن من الدرة، 3.7 مليون طن من القمح، 0.4 مليون طن من لحم
البقر...)
+ على مستوى التحديات:
- الاعتماد على التصدير: يعتمد اقتصاد
كوريا الجنوبية بشكل أساسي على التصدير، الشيء الذي يفرض البحث المستمر عن الأسواق
الخارجية. وفي هذا الصدد تمكنت شركة هيونداي من إنشاء مصانع للإنتاج ومراكز
للتصميم ومواقع للاختبار والتجريب في عدة ولايات أمريكية.
- التطلع إلى المستقبل:
تتجه المجهودات نحو زيادة الدخل الفردي ليصل إلى 20.000 دولار وهذا التحدي يفرض
تطوير القطاعات ذات القيمة المضافة المرتفعة في الصناعة (تكنولوجيا الاتصال وقطع
الغيار) والخدمات (الأبناك، والمعرفة).