-->
فضاء الإجتماعيات فضاء الإجتماعيات

المجال العالمي والتحديات الكبرى: التحدي السكاني، التحدي البيئي

 المجال العالمي والتحديات الكبرى:

التحدي السكاني، التحدي البيئي

إشكالية الوحدة:

- شهد العالم تضاعف عدد سكانه منذ سنة 1950، وسينتقل من 6.5 مليار نسمة حاليا إلى 8.2 مليار نسمة سنة 2025.

=> هذا التزايد يطرح شكلين من التحدي: توفير الغذاء لـ 8.2 مليار نسمة. تحقيق تنمية شاملة تضمن حمايتهم من الفقر.

- يوجد الوضع البيئي في العالم في وضعية يثير القلق وعدم الاطمئنان.

=> يطرح هذا الوضع تحديا كبيرا: تدبير الموارد الطبيعية والتقليل من الأخطار المهددة للبيئة.

* فما هي خصائص الوضع السكاني في المجال العالمي والتحديات التي يطرحها؟

* ما هي مميزات الوضع البيئي بالمجال العالمي والتحديات التي تطرحها؟

* ما هي طبيعة العلاقة بين التحديين السكاني والبيئي؟

1/ يطرح الوضع السكاني بالمجال العالمي مجموعة من التحديات

1-1/ تطور الوضع السكاني بالعالم نحو حدوث ثورة ديمغرافية كبيرة

+ تطور الوضع السكاني: مر التاريخ الديمغرافي للعالم بمرحلتين متباينتين:

- المرحلة الأولى: منذ بداية التاريخ البشري إلى أواسط القرن 18م، تميزت ببطء التزايد الديمغرافي.

- المرحلة الثانية: من أواسط القرن 18م إلى الآن، تميزت بحدوث ثورة ديمغرافية من أبرز مظاهرها: زيادة مليار نسمة ثاني خلال قرن من الزمن، زيادة مليار نسمة ثالث خلال أربعين سنة، ثم زيادة مليار نسمة رابع في ظرف 15 سنة. وقد حددت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 1999 اليوم الذي بلغ فيه تعداد سكان العالم 6 مليارات نسمة.

+ تطور توزيع السكان بالمجال العالمي:  

- تتركز أكبر التجمعات السكانية في القارة الآسيوية (الصين والهند) تليها القارة الإفريقية (نيجيريا) تليها أوربا وروسيا ثم أمريكا اللاتينية (البرازيل والمكسيك) ثم أمريكا الشمالية (و.م.أ.).

- يتوقع في سنة 2025 أن تتزايد أعداد السكان بشكل كبير وتتركز أكبر الزيادات في قارات آسيا، إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

2-1/ يطرح الوضع السكاني مجموعة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية

+ على المستوى الاقتصادي: يعتبر مشكل توفير الغذاء التحدي الرئيسي الذي يطرحه النمو الديمغرافي.

- تتمثل مظاهر التحدي في وجود مليارين من السكان يعانون من سوء التغذية و854 مليون نسمة يعانون من المجاعة. ويلزم توفير الغذاء الكافي لـ9.1 مليار نسمة في أفق سنة 2050.

- تتمثل أسباب هذه الظاهرة في اختلال التوازن بين النمو السكاني السريع والنمو الاقتصادي البطيء.

- تتطلب مواجهة هذا التحدي زيادة الإنتاج حاليا بنسبة %30 ومضاعفة حجم الإنتاج في أفق سنة 2050.

+ على المستوى الاجتماعي: تعتبر المجاعة والفقر والبطالة والأمية أبرز التحديات التي يطرحها الوضع السكاني.

- ظاهرة المجاعة: تتركز بشكل كبير في دول إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا.

- ظاهرة الفقر: وصل عدد السكان الذين يعتبرون تحت عتبة الفقر 1.3 مليار نسمة. وتتركز حالات الفقر بالأساس في آسيا الجنوبية (%34.5) إفريقيا جنوب الصحراء (%24.3) آسيا الشرقية والمحيط الهادي (%23.2).  ويتمثل التحدي في كيفية محاربة هذه الظاهرة وضمان وصول المساعدات المخصصة لهذا الغرض إلى مستحقيها.

- ظاهرة البطالة: تمس البطالة في العالم 195.2 مليون شخص وتتركز أغلب الحالات في لإفريقيا وآسيا. ويتمثل التحدي في توفير الشغل لهذه الأعداد من العاطلين.

- ظاهرة الأمية: تبلغ نسبة الأمية في العالم %20.3 وترتفع النسبة في الدول النامية (%36.4) بينما تكاد تنعدم في الدول المتقدمة (%1.2) وتتركز أعلى النسب في آسيا الجنوبية والغربية (%44.7) إفريقيا جنوب الصحراء (%40) الدول العربية (%30.1)

2/ يطرح الوضع البيئي بالمجال العالمي مجموعة من التحديات

1-2/ يشهد الوضع البيئي في المجال العالمي أشكالا متعددة من التدهور والتراجع تهدد مستقبل البشرية

مع بداية القرن الحالي تزايدت الضغوط على الوسط البيئي من خلال استغلال موارده الطبيعية الشيء الذي ترتبت عنه آثار سلبية أصبحت تحدد الصحة العامة وتعرقل مجهودات تحقيق التنمية. ومن أبرز التحديات التي أصبحت تواجه العالم على المستوى البيئي:

+ تدهور الغطاء الغابوي: تتقلص المساحات الغابوية في العالم بمعدل 13 مليون هكتار سنويا بفعل عمليات الاجتثاث. وتتركز أشد حالات التدهور بأمريكا الجنوبية (4.3 مليون هكتار/السنة)  تليها إفريقيا (4 ملايين هكتار/السنة). وتتطلب مواجهة هذا التحدي تكثيف عمليات التشجير.

+ الخصاص المائي: ويقصد به عدم كفاية الموارد المائية لتلبية الحاجات الاستهلاكية للسكان والزراعة والصناعة والسياحة ويحصل عندما تقل حصة الفرد عن 1.000 لتر/السنة. وتنعكس آثار هذا الخصاص على مجهودات تحقيق التنمية المستدامة كما أنها تهدد الأمن والاستقرار والسلام في العالم حيث يهدد التحكم في الموارد المائية باندلاع حروب إقليمية. ولمواجهة هذا التحدي تنويع مصادر المياه ونهج سياسات متوازنة لتقاسم الموارد المشتركة بين الدول.

+ التلوث الجوي: من أبرز مظاهر ارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكاربون في الغلاف الجوي، ويرجع إلى كثرة استخدام المحروقات. ويهدد هذا التركز بارتفاع درجة حرارة الأرض بفعل ظاهرة الانحباس الحراري. وتتركز أبرز حالات التلوث بثاني أوكسيد الكاربون في الدول الصناعية الكبرى وخاصة و.م.أ. ولمواجهة هذا التحدي ينبغي العمل على تقليل نسبة تركز ثاني أوكسيد الكاربون في الهواء.

2-2/ تعتبر التغيرات المناخية من أبرز التحديات التي يواجهها المجال العالمي

تعتبر ظاهرة الانحباس الحراري أبرز الظواهر البيئية التي أصبح يواجهها المجال العالمي، وتتمثل تزايد تركز الغازات وخاصة ثاني أوكسيد الكاربون في الجو مما يؤدي إلى امتصاص الإشعاع الأرضي ومنعه من التسرب إلى الفضاء الخارجي مما ينتج عنه ارتفاع درجة حرارة الأرض. ويتوقع الخبراء أن هذه الظاهرة ستؤدي إلى تغيرات مناخية كبيرة، منها: ارتفاع درجة حرارة الأرض عموما، انخفاض درجة الحرارة بعض المناطق بمعدل 3 درجات، وارتفاعها في مناطق بمعدل قد يصل إلى 8 درجات في المناطق القطبية، مما يهدد بذوبان الثلوج وإغراق المناطق الساحلية عبر العالم. كما يتوقع تغيير في توزيع التساقطات (انخفاض كمية التساقطات بالقارة الآسيوية وارتفاع كمياتها بالصحراء الإفريقية الكبرى)

ولمواجهة هذا التحدي يتم بذل مجهودات على المستوى العالمي، من أبرزها:

- مؤتمر "قمة الأرض" بريو دي جانيرو (1992) : الاتفاق على التقليل من الاضطرابات المناخية الناتجة عن التلوث الجوي.

- مؤتمر كيوطو باليابان (1997): تقليص انبعاث الملوثاث الجوية بنسبة %5.5 عما كانت عليه سنة 1990. وقد وقعت مجموعة من الدول على هذا الاتفاق، وتلتزم مجموعة من الدول بنسب متفاوتة بتخفيض ثاني أوكسيد الكاربون، في حيت تمتنع أخرى وفي مقدمتها و.م.أ.

3/ يؤثر الوضع السكاني بشكل واضح في تدهور البيئة الطبيعية في العالم

+ أثر التزايد السكاني في تدهور البيئة الطبيعية:

هناك علاقة مباشرة بين التزايد السكاني وتدهور الوضع البيئي:

- على المستوى العالمي: مع تزايد السكان بوتيرة تصاعدية يتزايد الضغط على طلب الموارد الطبيعية.

- في الدول المتقدمة: رغم بطء وتيرة تزايد السكان فإن ارتفاع المستوى المعيشي يزيد من الضغط على موارد البيئة.

- في الدول النامية: يضاف إلى وتيرة تزايد السكان المرتفعة والسريعة التحسن المستمر لمستوى عيش السكان وتغير عاداتهم الاستهلاكية مما يزيد من الطلب على الموارد الطبيعية وتهديدها بالاستنزاف.

+ دور التنمية المستدامة في إعادة التوازن بين الوضع السكاني والوضع البيئي

تهدف التنمية المستدامة إلى تحقيق أهداف متكاملة بين العناصر الاجتماعية، الاقتصادية والبيئية:

- على المستوى الاجتماعي: تحقيق العدالة الاجتماعية، التماسك الاجتماعي، المشاركة الاجتماعية والحفاظ على الهوية.

- على المستوى الاقتصادي: تحقيق النمو الاقتصادي، زيادة الفعالية الاقتصادية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

- على المستوى البيئي: حماية البيئة، تدبير الموارد الطبيعية المتجددة والحفاظ على الموارد غير المتجددة.

ولتحقيق هذه أهداف التنمية المستدامة ينبغي العمل على: تطوير المصادر المتجددة وغير الملوثة للبيئة، التخطيط الجيد للمدن، وضع حد للأنشطة البشرية المدمرة للبيئة، تدبير الموارد المائية بشكل عقلاني، حماية المجالات الغابوية والقيام بعمليات التشجير، تدبير استغلال الموارد والثروات البحرية، تحسين الظروف الصحية للسكان، الحفاظ على التنوع الحيوي وحماية الكائنات الحية من الانقراض، التحكم في النمو الديمغرافي، والقيام بثورة خضراء جديدة...



 


***********************


***********************

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

فضاء الإجتماعيات

2016