فرنســــا:
قوة فلاحية وصناعية كبرى في الاتحاد الأوربي
مقدمة:
تعتبر
فرنسا سادس قوة اقتصادية عالمية وعلى المستوى الأوربي تحتل المرتبة الثالثة من حيث
الناتج الداخلي الخام، وتصنف ضمن القوى الصناعية الأربعة الأولى.
-
فما هي مظاهر القوة الفلاحية والصناعية لفرنسا داخل الاتحاد الأوربي؟
-
ما هي العوامل المفسرة للقوة الفلاحية والصناعية الفرنسية؟
-
ما هي طبيعة المشاكل والتحديات التي تواجه الاقتصاد الفرنسي على صعيد الاتحاد
الأوربي؟
1/
فرنسا: قوة فلاحية كبرى داخل الاتحاد الأوربي
1-1/
خصائص الفلاحة الفرنسية ومكانتها داخل الاتحاد الأوربي
+
تنوع الإنتاج الفلاحي:
-
الإنتاج الزراعي: الحبوب%16، الخمور%13، الخضر%5، الفواكه%3، المزروعات الزيتية%3
من مجموع الإنتاج الفلاحي.
-
تربية الماشية: الحليب%21، لحوم الأبقار%11 من مجموع الإنتاج الفلاحي.
+
أهمية الإنتاج الفلاحي:
-
من حيث حجم الإنتاج: المزروعات الزيتية 6.202 مليون طن، الشمندر السكري 31.242
مليون طن، الأبقار 19.310 ، الخنازير 14.953 ، الأغنام 9.101 مليون رأس.
-
من حيث المكانة داخل الاتحاد الأوربي:
تعتبر فرنسا أول منتج فلاحي بالاتحاد الأوربي تساهم بـنسبة %27 من إنتاج
القمح، %4.5 من إنتاج الدرة.
+
توزيع منتظم داخل المجال:
-
مجالات الزراعة المغلالة: في الشمال الغربي (نورماندي وبروطاني) وحوض باريس،
والشرق والجنوب الشرقي حيث تمارس زراعات الحبوب والكروم وتربية المواشي (تربية
كثيفة ورعي واسع)
-
مجال الزراعات قليلة المردودية: في الهضبة الوسطى حيث تمارس زراعات ضعيفة وتربية
المواشي.
2-1/ عوامل قوة الفلاحة الفرنسية
+ العوامل الطبيعية:
- التضاريس: يوفر امتداد السهول وخصوبة التربة مجالا ملائما
للزراعة وتربية الماشية في حوض باريس، حوض أكيتان، نورماندي، وبروطاني.
- المناخ: تنوع المناخات من مناخ محيطي رطب في الشمال
الغربي، مناخ محيطي انتقالي في حوض باريس، مناخ محيطي ذو صيف حار في حوض أكيتان،
ومناخ قاري في الشرق ومناخ متوسطي في الجنوب الشرقي الشيء الذي يفسر تنوع الإنتاج
الفلاحي وتوزيعه النطاقي داخل المجال.
=> يوفر تظافر العوامل التضاريسية والمناخية ظروفا
ملائمة لممارسة النشاط الفلاحي: %34 من المساحة العامة أراضي زراعية، %28 مساحات
خضراء، %18 مراعي
+ العوامل التقنية: وتتمثل في
استفادة الفلاحية الفرنسية من استغلال نتائج البحث العلمي واستخدام الآلات
الفلاحية (3.4 جرار لكل استغلالية) وتقنيات حديثة لتربية المواشي والدواجن داخل
حظائر عصرية.
+ العوامل التنظيمية:
- ممارسة الأنشطة الزراعية فوق استغلاليات واسعة حيث يبلغ
متوسط مساحة الاستغلاليات
- اندماج الفلاحة مع باقي القطاعات الاقتصادية: حيث تقدم
الصناعة الآلات والأسمدة والمبيدات الكيماوية وتقدم الأبناك القروض ومعاهد البحوث
التوجهات ونتائج البحث العلمي، تستفيد منها الاستغلاليات الفلاحية التي تزود
الصناعات الغذائية بالمواد الأولية الفلاحية وتوجه منتجاتها نحو الاستهلاك المباشر
من خلال الأسواق المختلفة.
2/
فرنسا: قوة صناعية عظمى داخل الاتحاد الأوربي
1-2/
مظاهر قوة الصناعة الفرنسية
+
تنوع فروع الصناعة:
-
صناعات استهلاكية: الملابس، الصناعات الغذائية، المواد الكيماوية.
-
صناعات تجهيزية: السفن، القطارات، الصناعات
الفضائية، التجهيزات الإلكترونية والكهربائية والميكانيكية.
-
صناعة السيارات: 5.937.600 وحدة، ثالث مصدر عالمي.
-
صناعة المواد نصف مصنعة: المطاط، البلاستيك، المواد الكهربائية والالكترونية.
- صناعات
عالية التكنولوجيا: وسائل
الاتصال، الأقمار الاصطناعية، الأدوات الالكترونية، التكنولوجيا الإحيائية.
+
أهمية الإنتاج الصناعي: تحقق الصناعات الفرنسية أرقام معاملات مرتفعة وتشعل أعدادا
كبيرة من اليد العالمة مثلا قطاع البناء
والأشغال العمومية يحقق 127.2 مليار دولار كرقم معاملات، ويشغل 1285 ألف عامل.
+
توزيع منتظم داخل المجال: القطب الصناعي الكبير ويشمل منطقة باريس والشمال الغربي، مناطق
صناعية يتم تحديثها في الشمال الشرقي، مناطق صناعية حيوية في الشرق، ومناطق مؤهلة
لتكون أقطابا صناعية في الجنوب. وترتبط هذه الأقطاب فيما بينها ومع أقطاب صناعية
أوربية عبر محاور كبرى.
+
مكانة متميزة داخل الاتحاد الأوربي:
- تصنف
الصناعة الفرنسية ضمن القوى الصناعية الكبرى في الاتحاد الأوربي إلى جانب كل من
ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا وبريطانيا. من حيث المساهمة في الناتج الداخلي الخام
وتشغيل السكان النشيطين والمبادلات التجارية الخارجية.
- تحتل الصناعة الفرنسية المرتبة الثانية داخل الاتحاد
الأوربي من حيث حجم القيمة الصناعية المضافة.
2-2/
العوامل المفسرة للقوة الصناعية الفرنسية.
+
العوامل الطبيعية:
لا
يوفر المجال الطبيعي الفرنسي القدر الكافي من المعادن ومصادر الطاقة لتلبية حاجات
الصناعة (الفحم 1.730 مليون طن، البترول 1.35 مليون طن، الغاز الطبيعي 1.52 مليار
م3). يتم تلبية الحاجات عن طريق:
-
الاستيراد: البترول والغاز الطبيعي من الجزائر وروسيا، الفحم من هولندا، بولونيا
وأستراليا.
-
استغلال الطاقات البديلة وفي مقدمتها الطاقة النووية التي أصبحت تمثل 78.73 من
استهلاك الطاقة، واستغلال طاقة الأمواج لإنتاج الكهرباء.
+
العوامل التنظيمية:
تنظيم
المجال الصناعي في شكل أقطاب اقتصادية تتكامل فيها أدوار أقطاب الصناعات عالية
التكنولوجيا والأقطاب الصناعية ومراكز البحوث العلمية.
+
العوامل التقنية:
-
الاعتماد على التقنيات الحديثة: وفي مقدمتها استخدام الروبوتيك في الصناعة.
-
دور البحث العلمي: تستفيد الصناعة الفرنسية من البحث العلمي الذي تخصص له اعتمادات
مالية هامة.
3/
المشاكل والتحديات التي تواجهها الفلاحة والصناعة بفرنسا.
1-3/
المشاكل والتحديات الداخلية.
+
سلبيات الفلاحة المكثفة: تهدف الفلاحة المكثفة إلى تحقيق مردودية مرتفعة من خلال
استخدام طرق ووسائل تبعث على القلق:
-
في الزراعة يتم استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات التي تتسبب في تلوث المياه
الباطنية، كما يؤدي السقي المكثف إلى نضوب الفرشات المائية الباطنية.
-
في قطاع تربية الماشية يتم استعمال تغذية صناعية مركبة ( الحقن بالهرمونات، الدقيق
الحيواني) تتسبب في ظهور أعراض خطيرة أبرزها جنون البقر.
+
شيخوخة المجتمع: تتميز البنية العمرية في فرنسا بانخفاض نسبة الفئات الصغيرة (أقل من 20 سنة)
%25، وارتفاع نسبة الكهول (20-40 سنة) %54 أما نسبة الشيوخ (60 سنة وأكثر) فقد ارتفعت إلى %21. وترتبط بهذه الوضعية
انعكاسات واضحة على الاقتصاد الفرنسي: ارتفاع معدل إعالة المسنين، تراجع الادخار
والاستهلاك...
+
تراجع مؤشر النمو الاقتصادي: تراجعت نسبة نمو الناتج الداخلي الخام من حوالي %6 سنة 1970 إلى
حوالي %1 سنة 2005.
+ تراجع نسبة المشتغلين بالفلاحة (من %10.5 إلى %4.4) والصناعة
(من %34.6 إلى %23.4) مقابل تزايد نسبة المشتغلين بقطاع الخدمات (من %51.9
إلى %72.2).
+
تزايد أعداد العاطلين: من 912 إلى 2.650 ألف نسمة (1975- 2003)
+
انتشار حالات الفقر والأشخاص بدون مأوى.
+
التباين الجهوي: يتوزع الناتج الداخلي الخام للفرد بشكل متباين حسب الجهات.
2-3/ المشاكل والتحديات الخارجية:
+ ارتباط الصناعات عالية التكنولوجيا بالمقاولات الأجنبية:
تمارس بعض القطاعات الصناعية في فرنسا (المعلوميات، الصيدلة
وصناعة الأسلحة) أنشطتها بترخيص من مقاولات أجنبية مما يفقدها استقلاليتها.
+ منافسة المقاولات الأجنبية المستقرة بفرنسا للمقاولات
الفرنسية:
تستقر بفرنسا مجموعة من المقاولات الصناعية الأجنبية تمارس
أنشطة صناعية في تخصصات متعددة مثل صناعة السيارات، المحروقات والمعلوميات،
والصيدلة والصناعات الكيماوية وغيرها. وتشغل هذه المقاولات أعدادا كبيرة من العمال
وتحقق رقم معاملات مرتفعا.( مثل شركة FIAT التي تشغل
18.500 عامل وتحقق 7.1 مليار دولار كرقم معاملات). وتمثل بذلك تحديا كبيرا أمام
المقاولات الفرنسية في مجال المنافسة داخل الاتحاد الأوربي وخارجه.
مكانة القطاع التجاري ضمن الاقتصاد الفرنسي:
+ مبادلات تجارية تغلب عليها المواد المصنعة (مواد نصف
مصنعة، مواد التجهيز، مواد استهلاكية، السيارات)
+ إشعاع تجاري يشمل معظم مناطق العالم (الاتحاد الأوربي،
و.م.أ، اليابان...)
أهمية السياحة ضمن الاقتصاد الفرنسي:
+ تعدد المجالات السياحية (سياحة ساحلية، سياحة داخلية،
سياحة ثقافية...)
+ تنوع التجهيزات السياحية (فنادق مصنفة، قرى سياحية، مآوي
الشباب، منازل الضيافة...)
+ ارتفاع عدد السياح (المرتبة الأولى عالميا)
+ أهمية المداخيل السياحية (المرتبة الثالثة عالميا)