كوريا الجنوبية نموذج لبلد
حديث النمو الاقتصادي
تمهيد إشكالي :تمتد كوريا الجنوبية في شرق أسيا على مساحة تفوق000 99 كلم² وتضم ساكنة تقدر
ب 48 م ن، وهي تعتبر من البلدان الحديثة النمو وقوة صناعية جديدة .
- فأين تتجلى مظاهر النمو الاقتصادي ؟و ما هي العوامل المفسرة لهذا النمو
الاقتصادي؟ وما هي المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد هذا البلد الأسيوي الصغير
؟
I- تتجلى مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية من خلال عدة
مؤشرات I
1- مظاهر النمو الصناعي بكوريا الجنوبية :
يحتل اقتصاد كوريا الجنوبية المرتبة 11 في الترتيب العالمي وذلك بفضل أهمية
قطاع الصناعة الذي تتجلى مظاهر قوته في :
- تنوع الانتاج الصناعي ( سيارات ،الصناعة الالكترونية الدقيقة ...).
- احتلال مراتب متقدمة في الانتاج الصناعي العالمي (الرتبة 1 في صناعة السفن
،و5 في صناعة الصلب ’و 6 في إنتاج السيارات بفضل شركات HYUNDAI وKIA)
- ارتفاع نسبة مساهمة الصناعة في الناتج الوطني الخام( 40 ٪ ).
- تعدد المناطق الصناعية المتخصصة وتركزها بالسواحل ، حيت يمكن التميز بين 3 مناطق
صناعية رئيسية منها منطقة سيول في الشمال ( الصناعة الكيماوية و الالكترونية
...) , ثم منطقة " بوسان – بوهانغ " في الجنوب التي تتخصص في تكرير
البترول و الصناعة الكيماوية , وصناعة السفن...
- اهتمام كوريا الكبير بالصناعة العالية التكنولوجية ،والتي تتوفر فيها على شركات
كبرى عالمية مثل سامسونغ Samsung
2- مظاهر نموا قطاع التجارة والخدمات في
كوريا الجنوبية
- أغلب الصادرات مشكلة من المنتوجات الصناعية.
- تحقيق الميزان التجاري لفائض هام بسبب ارتفاع القيمة المضافة للصادرات الصناعية.
- تعدد الشركاء التجاريين لكوريا الجنوبية (الصين واليابان و الولايات المتحدة
الأمريكية ) .
- المساهمة الحيوية لقطاع الخدمات في الناتج الداخلي الخام بفضل أهمية قطاع
السياحة والاتصالات .
II- العوامل المفسرة للنمو الاقتصادي بكوريا
الجنوبية I
* العوامل الطبيعية : لا تتوفر كوريا الجنوبية على أي
ثروات طبيعية مؤهلة للاقتصاد باستثناء الموقع الجغرافي الاستراتيجي .
* العوامل التاريخية : تمثلت في استفادة كوريا الجنوبية من ظروف الاحتلال الياباني
خلال ح ع 2 , و من مشروع مارشال الذي شمل مساعدات أمريكية في ظل الحرب الباردة , كما نشير الى دور " الجنرال بارك
" الذي استولى على السلطة في كوريا خلال سنة 1961 وهو واضع أسس التحديث في
هذا البلد .
* الموارد البشرية :يفوق عدد السكان 50 مليون نسمة, فهم يوفرون يدا عاملة شابة
،تقنية ،مؤهلة ،رخيصة ،منضبطة ،ومنخرطة في مشاريع التنمية.
* العوامل التنظيمية :
- دور الشركات العملاقة التي تدعى" الشيبول " : وهي تحتكر أنشطة
اقتصادية متنوعة ومتكاملة وتحتكر معظم الصادرات الكورية .
- دور الدولة : خضوع المقاولات لمخططات الدولة التي تسهر على نمو الاقتصاد .
- وجود مقاولات مختصة في مجالات صناعية محددة مثل هيونداي وكيا
(الصناعات الميكانيكية )،و SAMSUNG و " LG" في الصناعة الالكترونية.
- انفتاح المناطق الصناعية الرئيسية على الصين وجنوب شرق آسيا, وعلى اليابان
والو.م.أ .
- اهتمام الدولة الكبيرة بالتعليم ،حيث تحتل الرتبة العالمية الأولى أمام
الو.ا.م بتخصيصها ل7.1 ٪ من ناتجها الداخلي الخام للتعليم.
- أهمية البحث العلمي ، حيث تقوم المقاولات الخاصة بالرفع من حجم
استثماراتها السنوية في مجال البحث العلمي لتطوير الكفاءات العلمية والتكنولوجية
بالبلاد ، وهو ما يفسر مكانة كوريا المتقدمة في مجال براءات الاختراع حيث تحتل
الرتبة العالمية الرابعة.
- التطور السريع للاستثمارات الأجنبية بكوريا الجنوبية .
III – أثار التنمية الاقتصادية على الاوضاع
الاجتماعية بكوريا الجنوبية
- تراجع نسبة اليد العاملة في القطاع الأول ( الفلاحة )
وارتفاعها في القطاع الثاني (الصناعة) والقطاع الثالث ( التجارة و الخدمات)
.
- التطور الايجابي لمرتبة كوريا حسب مؤشر التنمية البشرية ( المرتبة 15 عالميا )
خاصة على مستوى الدخل الفردي ومحاربة الأمية .
- احتلال كوريا ج للمرتبة الأولى عالميا على مستوى نسبة السكان المرتبطين بشبكة
الانترنيت ( 71% ) .
- استفاد الكوريين من التكنولوجيا العالية الدقة حيث أصبحت كوريا ج تتوفر على
مقاولات متخصصة في انتاج شاشة التلفزة المسطحة العالية الدقة .
- انخفاض وثيرة النمو الديمغرافي وانتشار الوعي بتحديد النسل و ارتفاع نسبة
النشيطين التي تمثل 72 ٪ من مجموع السكان .
ṾI –
أهم المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد كوريا الجنوبية
- مشكل التبعية للخارج : حيث تستورد المحروقات والمواد
الأولية من السوق الدولية .
- ضعف قطاع الفلاحة : حيث يساهم بنسبة ضعيفة في الناتج الداخلي الخام ،. كما
أنها لا تحقق الاكتفاء الذاتي مما يضطر البلاد الى الاستيراد والارتباط بالخارج .
- مشكل التبعية على مستوى التصدير : ارتباط تطور الاقتصاد الكوري بالتصدير (
التبعية ) , وهو يطرح مشكل البحث الدائم عن الأسواق وتجعله سريع التأثر بالأزمات
الدولية الاقتصادية والسياسية .
- مشكل التفاوت الاقليمي : بين المناطق الساحلية حيث تتركز أهم الأنشطة الصناعية
والمؤسسات المالية والموانئ وشبكة الطرق, والمناطق الداخلية حيث يسود التهميش .
- مشاكل بيئية : تاثير الانفجار الحضري السلبي على البيئة ،حيث يسبب في تلوث
الهواء ومياه الأنهار وفي الضوضاء والضجيج بفعل حركة التنقل.
خاتمة:على الرغم من هاته المعيقات و الاكراهات , فان الاقتصاد الكوري الجنوبي يعتبر
من الاقتصاديات القوية على مستوى أسيا , وهو ما جعل خبراء الاقتصاد يصنفون كوريا
الجنوبية ضمن " التنينات الأربعة " .