البرازيل نمو اقتصادي و استمرار التفاوتات في
التنمية البشرية
تقديم تمتد البرازيل في أمريكا اللاتينية-الجنوبية- فوق مساحة تفوق 8,5 مليون كلم2،
ويفوق عدد سكانها حوالي 186مليون نسمة، ، وتعتبر البرازيل في الوقت الراهن احد
بلدان العالم النامي الذي يشهد تنمية اقتصادية صاعدة.
فما هي أسس هذه التنمية؟ وما هي العوامل المتحكمة
فيها؟ وما هي طبيعة التحديات التي تواجه هذه التنمية؟
I_
مظاهر النمو الاقتصادي البرازيلي
1_مظاهر نمو الفلاحة و خصائص هذا القطاع
تتجلى مظاهر قوة الفلاحة البرازيلية في ما
يلي
* انتاج زراعي
وحيواني مرتفع ومتطور ويحتل المراتب المتقدمة على الصعيد العالم.
* تركيز كثيف على
الزراعة التسويقية كقصب السكر والبن والصوجا والقطن وذلك على طول الشريط الساحلي
الشرقي وفي أقصى الجنوب الشرقي. وتحصل البرازيل على عائدات مالية مهمة من خلال
تصديرها إلى الاسواق الخارجية (ارتفاع مساهمة الصادرات الفلاحية في الناتج الوطني
الإجمالي)
* تربية الأبقار و الأغنام والدواجن بطرق عصرية في اقصى الجنوب
بينما تمتد المراعي الطبيعية الواسعة في الشمال والمناطق الداخلية
* يساهم الإنتاج الفلاحي في تنمية العالم القروي فهو يشغل
القطاع الفلاحي نسبة مرتفعة من السكان النشيطين اكثر من 30% ويستقطب الأطر العالية .
* يساهم الإنتاج الفلاحي في تنشيط القطاعات الاقتصادية كالصناعة الغذائية
ووسائل النقل وقطاع الخدمات.-
2 _مظاهر قوة الصناعة و خصائص هذا القطاع
تتجلى مظاهر قوة الصناعة البرازيلية في ما يلي :
* تنوع الصناعات مثل الصناعة الغذائية كالسكر..صناعة النسيج
وصناعة المطاط وصناعة السيارات التي تستثمر بها الشركات الامريكية و
الاوربية, ثم صناعة الطائرات (أمبراير).ثم قطاع الأدوات الالكترونية
* يشغل القطاع
الصناعي 24 % من السكان النشيطين
* يساهم الإنتاج الصناعي البرازيلي بنسبة 37% من الناتج الوطني الاجمالي
* تتمركز الأنشطة الصناعية في المثلث الصناعي ريو دي جانيرو وساوباولو
وبيلواوريزانتي إضافة إلى بعض الأقطاب الصناعية الجديدة
وهكذا, شهدت الصناعة تحولا مهما منذ الثمانينات بعد أن
طبقت الدولة سياسة الخوصصة وتوافدت الشركات الاجنبية على البرازيل للاستثمار في
الإنتاج الصناعي، وأصبحت الصناعة تشكل ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي.
3 _ مظاهر النمو في قطاع التجارة
تعتبر التجارة من أهم مرتكزات التنمية الاقتصادية البرازيلية وذلك من خلال
المؤشرات الآتية
_ بنية التجارة الخارجية: تتكون الصادرات البرازيلية من المواد الفلاحية التسويقية واللحوم والمواد
المصنعة والتجهيزية مثل وسائل النقل كالسيارات والطائرات المدنية ,بينما تتكون
الواردات من الآلات والمواد التجهيزية ومن مواد مصنعة أخرى ومن المنتجات الزراعة
المعيشية كالقمح والذرة
_ وضعية الميزان التجاري تفوق قيمة الصادرات قيمة الواردات , ولذلك فان الميزان التجاري يعرف
فائضا ايجابيا لصالح البرازيل.
_ تعدد الشركاء
التجارييين للبرازيل: تتعامل البرازيل مع
عدة مجموعات جغرافية عالمية تأتي في مقدمتها بلدان الاتحاد الأوربي ثم الولايات
المتحدة و بلدان أمريكا الجنوبية وخاصة مجموعة المركسور ثم الصين
II _ العوامل المفسرة للنمو الاقتصادي
البرازيلي
1 _ العوامل المفسرة لقوة الفلاحة البرازيلية
_ العوامل الطبيعية: وجود أراضي صالحة للزراعة في السهول الساحلية الضيقة والمناطق الهضبية
الواسعة في الوسط, وحوض الامازون الشاسع وتخترقها انهار مهمة كنهر الأمازون
_ العوامل التنظيمية والبشرية: تتجلى في وفرة اليد العاملةحيث تفوق ساكنة البرازيل186 مليون نسمة-+
اندماج الفلاحة مع باقي القطاعات الاقتصادية كالصناعة والأبناك والنقل والبحث
العلمي+استثمار الشركات المتعددة الجنسيات في القطاع الفلاحي وتسمى هذه
الاستغلاليات ب لاتيفونديا
_العوامل العلمية والتقنية: تتمثل في استعمال الآلات العصرية في مجال
الإنتاج+البذور المختارة+ تشييد الدولة للمراكز والمعاهد العلمية + الاعتماد على
المختبرات والبحث العلمي الفلاحي+الاستفادة من الاستثمارات الوطنية والاجنبية
الوافدة
2 _ العوامل المفسرة لنمو الصناعة
البرازيلية
_ العوامل الطبيعية: تتمثل في وجود ثروة معدنية هائلة
كالحديد،الفوسفاط،الذهب،الفضة،الماس،المنغنيز...وبعض مصادر الطاقة كالفحم والبترول
والغازالطبيعي والطاقة الكهربائية والنووية
_ العوامل المالية: يتجلى في تشجيع المستثمرين والمستهلكين بالقروض+ تزايد الاستثمارات
الاجنبيةإلى 7.6 مليار دولاسنة 2002
_ العوامل العلمية والتقنية: توظيف الآلات في مجالات الصناعات المتطورة كالمعلوميات
- اعتماد البرازيل النظام الليبيرالي الديمقراطي
3 _ العوامل المفسرة لنمو التجارة البرازيلية
* العامل الجغرافي: يتمثل في موقع جغرافي استراتيجي ملائم لبناء الموانئ ومنفتح على الطرق
التجارية العالمية
* العامل الاقتصادي:يتمثل في اعتماد
البرازيل لنظام اقتصاد السوق المنفتح+ وجود ثروة معدنية وطاقية وغابوية+ تزايد الاستثمارات
الأجنبية وجود زراعات تسويقية ذات القيمة المرتفعة في الأسواق العالمية كالبن
وقصب السكر والصوجا
-+الانتماء إلى مجموعة ميركوسور MERCOSUR+ اعتماد النظام الرأسمالي المرتكز على اقتصاد السوق+ تنظيم بنكي
محكم+ تنظيم معارض ومهرجانات +وجود موانئ كبرى مجهزة + تشحيع الدولة للصادرات وذلك
بالدعم المالي للمبادرات المتخصصة في التصدير وتحسين برامج تمويل الصادرات
_ في الفترة الأخيرة أقرت الدولة
البرازيلية البرنامج الوطني لمحاربة الفقر الذي تضمن بعض الإجراءات من بينها برنامج صفر وهو برنامج اجتماعي
شرع في تطبيقه سنة 2003 استهدف القضاء على الفقر وتقديم مساعدات وقروض لذوي
الدخل المحدود وإعادة توزيع الأراضي في إطار الإصلاح الزراعي
* استفادة البرازيل من اتمائها لمجموعة العشرين G20
4 -
مراحل تطور الاقتصاد في البرازيل
مر الاقتصاد البرازيلي بمجموعة من المراحل في تطوره
_ مرحلة ماقبل أزمة 1929 ظل اللاقتصاد زراعيا , واعتمد على الدورات
الزراعية ( دورة قصب السكر , البن , القطن ...).
_ مرحلة مابين 1930 و 1970 حاولت الدولة خلق قاعدة صناعية معتمدة على
الاقتراض من الخارج , لكن التصنيع اصطدم بضعف الدخل الفردي.
_ مرحلة مابين 1970 و 1990 تم فتح المجال للاستثمارات الصناعية الأجنبية.
_ مابعد 1990 تحولت البرازيل الى قوة صناعية جديدة , وانفتحت
على الاستثمارات الأجنبية في اطار اقتصاد السوق.
III _ تواجه البرازيل مجموعة من التحديات
* مشكل التفاوت بين التنمية
الاقتصادية و التنمية البشرية : تحتل
البرازيل مرتبة متقدمة جدا في التنمية الاقتصادية , لكنها تصنف البرازيل ضمن البلدان ذات التنمية البشرية المتوسطة، فهي تحتل المرتبة 69
عالمياً ، ويبلغ مؤشر التنمية بها 0,792 .
* مشكل التباين الاقتصادي بين الجهات : تعرف البرازيل
تناقضا كبيرا بين الجنوب الشرقي من جهة والشمال والشمال الشرقي من جهة ثانية
. حيث يتميز الجنوب بتمركز الأنشطة الاقتصادية و الفلاحية و استقطاب الاستثمارات
الأجنبية ( ريو دي جانيرو و ساو باولو ), بينما يعاني الشمال و الشمال الشرقي من التهميش
و ضعف مؤشر التنمية البشرية , مما أدى الى تفاقم ظاهرة الهجرة الداخلية.
* المشاكل الاجتماعية : تعاني البرازيل مشاكل اجتماعية أبرزها مشكلة
الفقر و البطالة و ارتفاع نسبة الجريمة و التفاوتات الطبقية الصارخة حيث تسجل
البرازيل نسبا مرتفعة من الفقر,و يعاني أغلبهم من الإقصاء والتهميش والبطالة
ويعيشون أوضاعا مزرية. وقد أدت هذه الأوضاع إلى انتشار الأحياء الفقيرة
الصفيحية (فافـيلا Favella) .
و تبذل الدولة مجهودات لمواجهة التفاوتات في التنمية البشرية منها
* بناء العاصمة " برازيليا " داخل البلاد لفك العزلة عن المناطق الداخلية
واستقطاب الاستثمارات.
* تعمير غابة الأمازون عن طريق اجتثاث الغابة وتوزيع الأراضي على صغار
الفلاحين.
* استغلال الثروات الطبيعية التي تزخر بها المناطق الداخلية.
* الاهتمام المتزايد بالمناطق الأكثر هشاشة، وخاصة على عهد الرئيس
السابق داسيلفا.
* في الفترة الأخيرة أقرت الدولة البرازيلية البرنامج
الوطني لمحاربة الفقر الذي تضمن بعض الإجراءات من بينها برنامج صفر وهو برنامج اجتماعي
شرع في تطبيقه سنة 2003 استهدف القضاء على الفقر وتقديم مساعدات وقروض لذوي
الدخل المحدود وإعادة توزيع الأراضي في إطار الإصلاح الزراعي
خاتمة: إذا كانت البرازيل قد حققت قفزة اقتصادية مهمة
جعلتها من كبار المنتجين على الصعيد العالمي ( الأولى في أمريكا اللاتينية و
العاشرة عالمياً)، فإن التوزيع غير المتوازن للثروة على المستويين المجالي
والاجتماعي يجعل البلاد تصنف ضمن بلدان العالم النامي.
