الإتحاد الأوربي: نحو اندماج شامل
تقديم
إشكالي:
يعتبر الإتحاد الأوربي من أبرز التكتلات
الإقتصادية العالمية.تسعى دوله لتحقيق الاندماج الشامل وتعزيز التبدل الحر وتحسين
مستوى العيش،لكنه يواجه عدة تحديات.
- ما مظاهر الاندماج المجالي الإقتصادي والمالي
بين دول الإتحاد الأوربي؟
- ما العوامل المساهمة في تحقيق هذا الاندماج؟
- ما هي حصيلة الاندماج بين بلدان الاتحاد
الأوربي ؟
المقطع
الأول:مظاهر الإندماج المجالي والإقتصادي والمالي بين دول الاتحاد الاوربي:
1- مظاهر الاندماج المجالي:
- في سنة 1957م تم توقيع معاهدة روما وتأسيس
السوق الأوربية المشتركة بين ست دول:فرنسا،ألمانيا الغربية، إيطاليا،بلجيكا،هولندا
واللوكسمبورغ.
* انضمام مجموعة من الدول على مراحل(أنضر
خريطة مراحل تكوين الإتحاد الأوربي)،كما تم توقيع عدة اتفاقيات منها:
-
اتفاقية شنغن1985م تضمن حرية تنقل الأفراد عبر الحدود بهدف الدراسة أو العمل.
- اتفاقية ماستريخت 1992م تم تغير اسم المجموعة
ليصبح الاتحاد الأوربي،كما أقرت مبدأ المواطنة الأوربية لكل سكان الاتحاد.وبذلك
يستفيد كل شخص من حقوق الشغل والإقامة والتصويت والترشيح.
*توسيع الاتحاد وأصبح يضم 28 دولة(مع الأخذ
بعين الاعتبار التطورات التي سيشهدها ملف انسحاب بريطانيا من الاتحاد).
2- مظاهر الاندماج الإقتصادي
والمالي:
عملت بلدن الاتحاد الأوربي على تنسيق
سياساتها الاقتصادية والمالية والتضامن بهدف الرفع من مستوى التنمية والسعي نحو
الاندماج.ويتجلى ذلك في المجالات التالية:
*المجال الفلاحي:
مكنت السياسة الفلاحية من تحديث وسائل الإنتاج،والرفع من المرد ودية
والإنتاج وضمان الأمن الغذائي وتحسين مستوى عيش الفلاحين وتوفير فائض
للتصدير.
*المجال الصناعي:
استفادت
المقاولات الأوربية من القروض والتكوين والبحث العلمي والتنسيق لمواجهة المنافسة
الدولية.كما عملت الدول الأوربية على خلق وتوسيع المناطق الصناعية،ويعتبر مشروع
طائرة "إيرباص" نموذج للاندماج حيث تشارك فيه مختلف الدول الأوربية.
*المجال التجاري:
سعت دول
الاتحاد الأوربي إلى خلق سوق أوربية موحدة عن طريق إلغاء الحواجز أمام تنقل
الأفراد والسلع والخدمات،والتنسيق بينها في مجال التبادل مع الخارج.
*المجال المالي:
نهج سياسة مالية تمثلت في تبني العملة
الموحدة"الأورو" وضمان حرية تنقل الأموال والاستثمارات.كما يعتمد الإتحاد
الأوربي على مؤسسات مالية منها البنك المركزي الأوربي الذي يراقب الأوضاع النقدية والعملة.
المقطع الثاني:عوامل إندماج
بلدان الإتحاد الاوربي:
1- العوامل الطبيعية:
تنتمي دول الإتحاد إلى قارة واحدة ذات ظروف
طبيعية متشابهة وموارد معدنية وطاقية متكاملة.
2-
العوامل التاريخية:
شهدت الدول الأوربية أحداث تاريخية
مشتركة منها الحربين العالميتين والأزمة الإقتصادية والانقسام في إطار القطبية
الثنائية،وقد تمكنت دول الإتحاد من تجاوز مخلفات هذه الأزمات ومواجهة المصير
المشترك.
3- العوامل البشرية:
وصل عدد سكان الإتحاد الأوربي 505 مليون نسمة،وهي ثروة بشرية مهمة توفر يد
عاملة تساهم في تنشيط مختلف عمليات الإنتاج الإقتصادي،إلى جانب ارتفاع المستوى
التعليمي والثقافي(التأهيل البشري).
2- العوامل التنظيمية
والإقتصادية:
تعتمد بلدان الإتحاد الأوربي النظام الديمقراطي مع إحترام حقوق الإنسان
والحرية والمنافسة،إلى جانب النظام الرأسمالي.
تستفيد بلدان الإتحاد الأوربي من كثافة شبكة المواصلات ومن اعتماد سياسة
موحدة ووجود مؤسسات وأجهزة تشرف على تسيير الإتحاد.
المقطع
الثالث:حصيلة وأفاق إندماج بلدان الإتحاد الأوربي ومعيقاته:
1-
حصيلة الاندماج بين بلدان الاتحاد الأوربي:(المكانة العالمية):
*المجال الفلاحي:
الإتحاد الأوربي قوة فلاحية عالمية يساهم بحصة كبيرة من الإنتاج الفلاحي
العالمي(19,7٪ السكر 13,4٪، لحوم الأبقار13,6٪) ويصدر منتجاته إلى مختلف بلدان
العالم.
*المجال الصناعي:
الاتحاد
الأوربي قوة صناعية يوفر إنتاجا صناعيا يمكنه من احتلال رتب متقدمة(2في الصلب،1في
السيارات،3في الإلكترونيك).كما يقدم الاتحاد الأوربي منتجات مثل طائرات
"إيرباص" التي تنافس بشكل قوي طائرة بوينغ الأمريكية.
*المجال التجاري:
يهيمن
الاتحاد الأوربي على ما يقرب20٪ من التجارة العالمية محتلا الرتبة الأولى.وتتكون
صادراته ووارداته من المواد المصنعة(83٪ من الصادرات،58٪من الواردات).يمتد إشعاع
الاتحاد الأوربي في مختلف مناطق العالم،وأهم الشركاء التجاريين الولايات المتحدة
الأمريكية،الصين،روسيا الاتحادية واليابان).
2- معيقات اندماج بلدان
الإتحاد الأوربي:
- ارتفاع نسبة الشيخوخة بسبب ضعف النمو
الديمغرافي وبالتالي تزايد حاجة أوربا إلى يد عاملة أجنبية.
- التباين الإقليمي بين دول غنية في أوربا
الغربية والشمالية ودول أقل غنى في أوربا الشرقية.
- الهجرة السرية من دول افريقيا وأسيا ومشكل
اللاجئين مما يسبب الخلاف بين بلدان الاتحاد الأوربي حول تدبير هذا الملف.
- عدم تعميم العملة الموحدة لدى جميع الدول
الأوربية.
- ضعف قطاع الإعلاميات مقارنة مع اليابان
والولايات المتحدة الأمريكية.
- المنافسة من طرف القوى الكبرى والقوى
الصاعدة.
- تصويت إنجلترا لصالح الانسحاب من الإتحاد
الأوربي ولاتزل المفاوضات مستمرة حول ترتيبات وشروط الانسحاب.
3- الأفاق المستقبلية للإتحاد
الأوربي:
تسعى
الدول الأوربية إلى خلق مجال يتميز بالوحدة وتنظيم السلط والحرية والأمن والعدل
وتكريس ثقافة حقوق المواطنين.
تهدف دول الاتحاد إلى التنسيق الإقتصادي والاجتماعي
بتنظيم الهجرة القانونية وفتح مفاوضات حول توسيع الاتحاد وإقامة شراكات مع مختلف
البلدان.
من هنا تبرز المكانة الاقتصادية للإتحاد الأوربي في العالم والذي يبذل
مجهودات لتقوية أوربا وجعلها أكثر اندماجا.
خاتمة:
يعتبر الإتحاد الأوربي إذن نموذجا للتكتلات الإقتصادية
التي حققت الاندماج وتحاول تقوية التماسك ومواجهة التحديات وتعزيز مكانتها في
المجال العالمي.
مصطلحات ومفاهيم:
- الإتحاد الأوربي:
نموذج
للتكتلات الإقتصادية،شهد توسعا تدريجيا منذ توقيع معاهدة روما1957م حقق نتائج
اقتصادية واجتماعية مهمة ويسعى لتحقيق الاندماج الشامل.
- الاندماج الشامل:
مستوى متقدم من الاندماج يسعى الاتحاد الأوربي للوصول إليه عن طريق التعاون
بين دوله في مختلف المجالات.
- الاندماج المجالي:
نظام يتم داخله تعاون وتكامل مجموعة من المناطق من أجل ضمان مستوى اقتصادي
واجتماعي موحد.
- إتفاقية شنغن:
تم
توقيعها سنة 1985م بين خمس دول أوربية،تهدف إلى الإلغاء التدريجي للمراقبة
الحدودية على تنقل الأفراد والسلع الرساميل بكل حرية.
- معاهدة ماستريخت:
تم
توقيعها سنة1992م بموجبها تم تعديل إسم المجموعة الاقتصادية الأوربية إلى إسم
الاتحاد الأوربي.