مجموعة أمريكا الشمالية: التبادل الحر والاندماج الجهوي
إشكالية الوحدة:
تضم مجموعة أمريكا الشمالية كلا من الو.م.أ وكندا والمكسيك، وهو تكتل جهوي استراتيجي أنشأ بموجب اتفاقية (ALENA) التي دخلت حيز التنفيذ سنة 1994، وتمثل المجموعة اليوم أوسع منطقة للتبادل الحر في العالم.
فما أهداف تأسيس مجموعة أمريكا الشمالية، وما المؤسسات المنظمة لها؟ وما مظاهر التبادل الحر بين دول المجموعة والنتائج المترتبة عنه؟
1_ مجموعة أمريكا الشمالية والمؤسسات المنظمة لسيرها
1_ 1_ ظروف تأسيس مجموعة أمريكا الشمالية والأهداف المتوخاة منها
أهداف تأسيس مجموعة أمريكا الشمالية |
_ إلغاء الحواجز أمام السلع والخدمات بين الدول الأعضاء _ ضمان المنافسة العادلة _ رفع مستوى الاستثمارات بين الدول الأعضاء _ تسهيل حركة تنقل رجال الأعمال _ منافسة التكتلات الاقتصادية الأخرى (الاتحاد الأوربي وآسيان) |
1_ 2_ المؤسسات المنظمة لمجموعة أمريكا الشمالية ووظائفها
المؤسسات |
عدد الأعضاء والمهام المنوطة بها |
لجنة التبادل الحر |
_ تتكون من ثلاثة ممثلين عن الدول الثلاث من رتبة وزراء، مهمتها تطبيق ومراقبة سير الاتفاقية، تصفية الخلافات، ومراقبة المؤسسات الأخرى |
منسقو مجموعة "ألينا" |
_ تتكون من ثلاثة منسقين، مهمتهم تدبير برنامج المجموعة والإشراف على السير العام للاتفاقية |
اللجن ومجموعات العمل |
_ تتمثل في ثلاثين لجنة ومجموعة عمل، مهمتها تسهيل المبادلات والاستثمارات، والتسيير الجيد للمجموعة |
سكرتارية المجموعة |
_ تضم مجموعة من الموظفين كل دولة، مهمتها التسيير الإداري وحل الخلافات بين الدول الأعضاء |
2_ مظاهر التبادل الحر والاندماج الجهوي بين دول ألينا والمؤهلات المساعدة على ذلك
2_ 1_ مظاهر التبادل الحر بين دول مجموعة أمريكا الشمالية
+ ارتفاع قيمة المبادلات التجارية: ارتفعت قيمة المبادلات التجارية بين الدول الثلاث بأكثر من الضِّعف في أقل من عشر سنوات، وخاصة لدى المكسيك.
+ أهمية المبادلات البينية ضمن التجارة الخارجية: تحقق المبادلات البينية بين الدول الثلاث أهمية قصوى %38 من مجموع الواردات و%56 من مجموع الصادرات نحو الخارج، بالرغم من الهيمنة التجارية الأمريكية، إذ نلاحظ أن التبادل الأمريكي –الكندي والتبادل الأمريكي –المكسيكي أكثر أهمية من التبادل الكندي –المكسيكي.
+ الاستثمارات: بلغ حجم الاستثمارات الأمريكية في كندا 3.25 مليار دولار، وفي المكسيك 1.25 مليار دولار.
+ الممرات التجارية: هي عبارة عن مدارات للنقل تربط بين دول ألينا أهمها ممر ألينا وممر السهول الأمريكية ، وتتواجد على طول هذه الممرات بنيات تحتية للطرق والمطارات والسكك الحديدية والقنوات الملاحية وأنابيب نقل المحروقات، ومقاولات ومصالح حكومية ومنظمات مدنية واستثمارات خاصة.
2_ 2_ المؤهلات المساعدة على تحقيق الاندماج الجهوي للمجموعة
+ المؤهلات الطبيعية: يعتبر المجال الأمريكي الشمالي غنيا بمصادر الطاقة كالفحم (بالو. م. أ) والبترول والغاز الطبيعي (بالو. م. أ والمكسيك) ومحطات إنتاج الكهرباء المائية والنووية (بالو.م. أ) ويعتبر غنيا أيضا بالمعادن المختلفة كالحديد والنحاس والبوكسيت...
وتنتشر السهول الخصبة الصالحة للزراعة على مساحات واسعة في الو.م.أ وكندا علاوة على الموارد المائية الهائلة بالبلدين.
+ المؤهلات السكانية: تشكل دول المجموعة قوة ديمغرافية مهمة، حيث يتجاوز عدد سكانها اليوم مجتمعة 500 مليون نسمة (معظمهم في الولايات المتحدة والمكسيك) ويتميزون بارتفاع نسبة الشباب (أكثر من 60 %) مما يوفر اليد العاملة والسوق الاستهلاكية.
+ المؤهلات الاقتصادية: تنتشر المناطق الصناعية الكبرى على طول الحدود الأمريكية –المكسيكية (المكيلادورة) وأيضا بالقرب من البحيرات العظمى على الحدود الأمريكية -الكندية.
3_ حصيلة التكتل الجهوي لمجموعة أمريكا الشمالية والتحديات التي تواجهه
3_ 1_ حصيلة التكتل الجهوي لمجموعة أمريكا الشمالية
استطاعت مجموعة ألينا احتلال الرتبة الثالثة في التجارة العالمية خلف الإتحاد الأوربي وآسيا بنسبة صادرات بلغت 13 % من صادرات العالم ونسبة واردات بلغت 17,5 % من واردات العالم كما تمكنت المجموعة من تعزيز التبادل البيني الذي بلغ 1,2 ترليون دولار سنة 2018.
3_ 2_ التحديات التي تواجه مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر
+ مؤشر التنمية البشرية: يسجل تباينا بين دول المجموعة، فهو مرتفع جدا لدى الو.م.أ وكندا وأقل ارتفاعا لدى المكسيك.
+ الناتج الداخلي الخام: يبلغ الناتج الداخلي الخام للو.م.أ 84% من مجموع الناتج الداخلي الخام للمجموعة متبوعة بكندا ثم المكسيك الشيء الذي يطرح السؤال حول قدرة كندا والمكسيك على الصمود اقتصاديا أمام قوة عظمى مثل الو.م.أ.
+ الحدود البينية: تعكس وضعية الحدود تناقضا مهما، ففي الوقت الظي تعتبر فيه الحدود مفتوحة بين كندا والو.م.أ تمارس هذه الأخيرة رقابة صارمة على حدودها مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين إليها.
خلاصة:
تشكل ألينا وجها آخر للتكتلات الجهوية الناجحة، حيث استطاعت تحقيق النمو الاقتصادي للدول الأعضاء، وقد شهدت في سنة 2018 تطورا في مجالات التعاون والتبادل تغير معه اسم المجموعة من ألينا إلى USMCA حسب الرئيس السابق ترمب.