اليــابــان:
قـــــــوة تجاريـــــــــة كبـــــــــرى
يعتبر
اليابان ثاني قوة اقتصادية عالمية رغم افتقاره إلى الموارد الطبيعية. وبحكم ارتباط
اليابان بالخارج من أجل التزود بالمواد الأولية وتسويق المنتجات الصناعية يقوم
القطاع التجاري بدور أساسي في تحريك الاقتصاد الياباني.
-
فما هي مظاهر القوة التجارية اليابانية على الصعيد العالمي؟
-
ما هي العوامل المفسرة للقوة التجارية اليابانية؟
-
ما هي طبيعة التحديات والمشاكل التي تواجه الاقتصاد الياباني؟
1/
اليابان قوة تجارية كبرى.
1-1/
مظاهر القوة التجارية اليابانية.
+
أهمية التجارة ضمن الاقتصاد الياباني: تساهم بـ%68 من الناتج الداخلي الخام،
وبـ%70 في تشغيل اليد العاملة.
+
مكانة متميزة على المستوى العالمي: تساهم بـ %8.8 من التجارة العالمية. (%10.5 من الصادرات
العالمية / %8.9 من الواردات العالمية)
+
اتساع الإشعاع التجاري على المستوى العالمي: تهيمن التجارة اليابانية بشكل قوي على
بلدان جنوب شرق آسيا، تساهم في التزود بالمواد الأولية من آسيا، الخليج العربي
وأستراليا، تفرض منافسة قوية للمنتجات اليابانية تصل إلى الاتحاد الأوربي وأمريكا
الشمالية.
+
تعدد الشركاء التجاريين: تتم المبادلات التجارية اليابانية مع مختلف مناطق العالم،
أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، جنوب شرق آسيا، وأوربا، حيث يحقق الميزان
التجاري فائضا. الصين، الشرق الأوسط، إفريقيا وأستراليا حيث يسجل الميزان التجاري
عجزا.
+
مبادلات تجارية تغلب عليها المواد المصنعة: تمثل المواد المصنعة %91.9 من
الصادرات بينما تتكون معظم الواردات من مواد مصنعة %53.7 ومواد معدنية ومحروقات
%31.9.
+
ميزان تجاري يحقق فائضا مستمرا: بلغت حصيلة الميزان التجاري 80 مليار دولار (2006)
+
مكانة متميزة في المعاملات المالية العالمية: تتم في بورصة طوكيو %18.35 من
المعاملات المالية العالمية.
2-1/ العوامل المفسرة للقوة التجارية
اليابانية
+ دور الموارد البشرية:
- العامل الجغرافي:
ويتمثل في أهمية موقع اليابان قريبا من أكبر تجمع سكاني عالمي بآسيا، وسهولة
اتصاله بباقي أنحاء العالم عبر المحيطات.
- العامل التاريخي: تحقيق إقلاع اقتصادي
منذ القرن19 وثورة الميجي سنة 1868 ساهمت فيه مجموعة من العوامل: دور الدولة من
خلال إرسال بعثات طلابية إلى الخارج، توفير البنيات التحتية. كبار الملاك الذين
كونوا طبقة بورجوازية. والاستفادة من ظروف الحربين العالميتين الأولى والثانية.
- العامل البشري:
يتوفر اليابان على طاقة بشرية ساهمت بشكل فعال في بناء القوة الاقتصادية بفعل
ارتفاع مستواها التعليمي والتكنولوجي وديناميتها المتمثلة في حب العمل والحرص على
الجودة والتنافسية.
- العامل الاقتصادي:
ويتمثل في اعتماد الاقتصاد الياباني على الخارج بشكل كبير في مجال التزود بالمواد
الأولية ومصادر الطاقة، ووفرة الإنتاج الصناعي وجودته التكنولوجية العالية وقدرته
التنافسية على غزو الأسواق الخارجية، وأهمية الاستثمارات اليابانية في الخارج،
وقوة الشركات اليابانية متعددة الجنسية ذات فروع في مختلف بلدان العالم.
+ دور العوامل التنظيمية:
- دور الدولة: تقوم
بتوجيه المقاولات، تشجع البحث العلمي، تعمل على تحديث الاقتصاد، وتشجيع الصادرات،
وحماية السوق الوطنية من المنافسة الأجنبية.
- دور السكان النشيطين:
يشتغل بالقطاع الثالث %69.60 من السكان النشيطين. يوفرون اليد العاملة الضرورية
التي تتميز بتكوينها العالي وإخلاصها وتقديرها للعمل.
- دور المقاولات الكبرى:
تتجه نحو التركيز الرأسمالي ونحو زيادة حجم الصادرات من خلال قدرتها على التجديد
المستمر والتكيف مع متطلبات السوق العالمية.
- دور الشركات التجارية: يستفيد
القطاع التجاري في اليابان من أهمية الدور الذي تقوم به سوكوسوشا Sogo
Sosha وهي عبارة عن مؤسسة مختصة تقوم بوظائف متعددة لخدمة
الأعمال التجارية من خلال جمع المعلومات عن الأسواق الخارجية، البحث عن مصادر
المواد الأولية والطاقية، تسويق المنتجات اليابانية، توفير التأمين، تقديم القروض
للمقاولات.
- دور البحث العلمي: يستفيد الاقتصاد
الياباني عامة وقطاع التجارة خاصة من البحث من اجل التنمية الذي تخصص له الدولة %3
من الناتج الداخلي الخام محتلة بذلك المرتبة الأولى عالميا. وتتم الأبحاث من طرف
المقاولات والمختبرات المتواجدة في كل أنحاء اليابان وفي الخارج.
2/ القوة الصناعية
أساس من أسس القوة التجارية اليابانية.
1-2/ مظاهر القوة الصناعية اليابانية.
+ تنوع فروع الإنتاج:
- الصناعات القديمة: تشمل الصناعات
النسيجية (النسيج الاصطناعي) والتعدينية (الصلب، الفولاذ، النحاس والألومنيوم)
والميكانيكية (السيارات والدراجات النارية) والكيماوية (الاسمنت، الورق والأسمدة)
وصناعة السفن...
- الصناعات عالية التكنولوجيا: تشمل الصناعات
الالكترونية (أجهزة التلفاز، آلات النسخ، آلات التصوير) أجهزة الروبوتيك وأجهزة
الحاسوب.
+ أهمية حجم الإنتاج: يعتبر اليابان
ثاني قوة صناعية عالمية، حيث يساهم الإنتاج الصناعي الياباني بنسبة %15 من الإنتاج
الصناعي العالمي وبذلك يحتل مراتب متقدمة، الرتبة الأولى في صناعة الصلب،
السيارات، الدراجات النارية، صناعة السفن، أجهزة التلفاز، آلات النسخ؛ الرتبة
الثانية في إنتاج الفولاذ، الألومنيوم، الإسمنت، عجين الورق، المطاط الاصطناعي.
+ جودة تنافسية عالية: بفعل جودتها
التكنولوجية تتميز المنتجات الصناعية اليابانية بقدرتها على غزو الأسواق العالمية،
حيث يوجه قسم كبير من الإنتاج الصناعي نحو التصدير.
+ تجمعات صناعية كبرى: تتركز الصناعات
اليابانية في الجنوب على شكل شريط ممتد من طوكيو إلى ناكازاكي يضم أقطابا ومركبات
صناعية كبرى.
2-2/
العوامل المفسرة للقوة الصناعية اليابانية.
+
العوامل الطبيعية: يفتقر اليابان إلى الموارد الطبيعية، ويتم تلبية كل الحاجات
تقريبا عن طريق الاستيراد (%85.5 من استهلاك الطاقة)
+
العامل البشري: يتوفر اليابان على طاقة بشرية تقدر بـ 127.9 مليون نسمة تتميز بخصائص مميزة
ساهمت في بناء القوة الصناعية: ارتفاع نسبة التمدرس %85، ارتفاع مستوى التكوين
والتأهيل، انخفاض معدل البطالة %4.1، دينامية فعالة تتمثل في طول ساعات العمل
الأسبوعي، ارتفاع المردودية، الإخلاص في العمل، الانضباط، الشعور بالانتماء إلى
المقاولة...
+
العامل التنظيمي: أهمية التركيز الرأسمالي العمودي الذي أفرز مقاولات كبرى زايباتسو ومقاولات
صغرى ومتوسطة تتميز بالقدرة على التكيف المستمر مع متطلبات السوق.
+
دور الدولة: توفر الدولة الدعم المالي والامتيازات الضريبية للمقاولات إلى جانب تقديم
التوجيه والمساعدة وحماية المنتوجات الصناعية من المنافسة ووضع مخططات من طرف
وزارة التجارة الخارجية والصناعة لإنشاء أقطاب تكنولوجية متطورة.
+
دور البحث العلمي: يتكامل دور الجامعات ومراكز البحوث والمقاولات الصناعية في
تطوير البحث العلمي واستغلال نتائجه في تطوير الصناعة.
+
عدم تمركز الصناعة: تعمل الشركات الصناعية اليابانية على فتح فروع لها في الخارج
للاستفادة من عدة امتيازات، تخفيض تكاليف الإنتاج، الاستفادة من توفر اليد العاملة
الرخيصة والامتيازات الضريبية، غزو الأسواق...
3/
المشاكل والتحديات التي تواجهها التجارة اليابانية.
+
الارتباط بالخارج: يعتمد اليابان بشكل كبير على الخارج، حيث يتم استيراد %53.5 من
المنتجات الفلاحية، و%85.5 من مصادر الطاقة لتلبية الحاجات الاستهلاكية. كما يعتمد
على الخارج لتصريف المنتجات الصناعية مما يجعل الاقتصاد الياباني مرتبطا بتقلبات
السوق الدولية.
+
المنافسة الأجنبية: يواجه اليابان منافسة من عدة قوى اقتصادية في العالم وفي
مقدمتها الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية والقوى الصناعية الجديدة في
آسيا مثل الصين وكوريا الجنوبية.
+
تأثير الأزمات العالمية: وتتمثل في الأزمات المالية في البورصات العالمية وتقلبات أسعار
المواد الأولية والحروب والنزاعات في العديد من مناطق العالم الشيء الذي يؤثر سلبا
على الاقتصاد الياباني المعتمد أساسا على الخارج.
الأنشطة التطبيقية
الوظيفية:
علاقة
اليابان الاقتصادية ببلدان شرق آسيا
يرتبط
اليابان بعلاقات اقتصادية قوية مع بلدان شرق آسيا:
+
تتم معظم المبادلات التجارية الخارجية اليابانية مع آسيا: %49.8 من الواردات، و%15
من الصادرات اليابانية.
+
تأتي الصين في مقدمة بلدان شرق آسيا من حيث قيمة المبادلات التجارية الخارجية
اليابانية حيث تستأثر بـ%13.5 من قيمة الصادرات و%21.5 من قيمة الواردات متبوعة
بكوريا الجنوبية %7.8 من قيمة الصادرات و%4.7 من قيمة الواردات.
+
يمثل شرق آسيا مجالا حيويا بالنسبة للاقتصاد الياباني:
-
يعتبر اليابان أول مستهلك للمواد الأولية والمواد الأساسية الآسيوية، وأكبر مصدر
للمنتجات المصنعة نحو بلدان آسيا.
-
أمام ارتفاع قيمة الين وارتفاع أسعار البترول اتجهت الصناعات اليابانية نحو
التمركز بدول شرق آسيا.
-
تستقطب آسيا جزءا هاما من الاستثمارات الخارجية اليابانية.
-
توفر آسيا إمكانات هامة للاقتصاد الياباني: مواد أولية وسوق استهلاكية واسعة في
الصين، مصادر الطاقة في أندونيسيا.
-
توفر محاور الطرق التجارية البحرية بشرق آسيا مجالات لانفتاح اليابان على الخارج.