الصـــــين:
قـــــــوة اقتصاديـــــــــة صــــــــاعدة
إشكالية الوحدة:
تمثل الصين نموذجا بارزا من نماذج
التنمية التي تشهدها البلدان التنمية، حيث أصبحت قوة اقتصادية صاعدة تمكنت من
احتلال مكانة متميزة بين القوى الاقتصادية الكبرى في العالم ويتوقع أن تصبح أكبر
قوة اقتصادية عالمية خلال القرن 21.
- فما هي المؤشرات الدالة على تطور الاقتصاد الصيني ومكانته كقوة اقتصادية
صاعدة في العالم؟
- ما هي العوامل المفسرة لنمو وتطور
الاقتصاد الصيني؟
- وما هي طبيعة المشاكل
والتحديات التي يواجهها الاقتصاد الصيني؟
1/ مظاهر وخصائص تطور الاقتصاد الصيني.
1-1/ خصائص تطور القطاعين الفلاحي
والصناعي في الصين.
أ/ القطاع الفلاحي ى
+ تنوع الإنتاج الفلاحي:
- منتجات زراعية في مقدمتها القمح،
الأرز، الدرة، الشاي، القطن، قصب السكر والحوامض.
- منتجات حيوانية: تتمثل في تربية
الأغنام والخنازير والأبقار، إلى جانب منتجات قطاع الصيد البحري.
+ تزايد حجم الإنتاج الفلاحي نحو
احتلال مراتب متقدمة عالميا: عرف الإنتاج الفلاحي في الصين تزايدا كبيرا منذ منتصف القرن
20م.
السنوات |
الإنتاج
الزراعي (مليون طن) |
الإنتاج
الحيواني (مليون رأس) |
الصيد البحري (مليون طن) |
||||||
القمح |
الدرة |
الأرز |
الشاي |
القطن |
الأبقار |
الأغنام |
الخنازير |
||
1950 |
14.5 |
15 |
55 |
0.1 |
0.85 |
|
|
80 |
2 |
1974 |
37 |
31 |
115 |
0.3 |
2.5 |
63.7 |
72.6 |
233.6 |
4.2 |
2004 |
91.3 |
131.9 |
186.7 |
0.82 |
18.0 |
106.5 |
157.3 |
473 |
48.9 |
الرتبة
(2004) |
1 |
2 |
1 |
2 |
1 |
3 |
1 |
1 |
1 |
+ مناطق فلاحية شاسعة: تتركز على الواجهة الشرقية
والجنوب الشرقي.
ب/ القطاع الصناعي ى
+ تزايد أهمية القطاع الصناعي في
الاقتصاد الوطني: ارتفعت نسبة مساهمة الصناعة في الناتج الداخلي الخام من %44.3 إلى %52.1
(1978- 2004).
+ تنوع فروع الإنتاج الصناعي: صناعات النسيج، الصناعات
التعدينية (الصلب: الرتبة 1)، الصناعات الميكانيكية (وسائل النقل: الرتبة 3)،
الصناعات الكهربائية والإلكترونية والتجهيز المنزلي (أجهزة التلفزة والآلات
المنزلية: الرتبة 1، أجهزة الكمبيوتر: الرتبة 3)، الصناعات الكيماوية (الإسمنت
والأسمدة: الرتبة 1)، الصناعات الاستهلاكية (الأحذية واللعب: الرتبة 1).
+ توسع حركة التصنيع: تصنيع ما قبل ثورة 1949
اقتصر على أقصى الشمال الشرقي، حركة تصنيع خلال الفترة الاشتراكية اتجهت نحو
المناطق الداخلية، حركة تصنيع حديثة تركزت على الواجهة الجنوبية الشرقية.
2-1/
مظاهر تطور التجارة الخارجية في الصين.
+
تطور بنية التجارة الخارجية: تحولت بنية الصادرات من وضعية هيمنة
المواد الفلاحية والغذائية ( سنة 1985) نحو وضعية هيمنة المواد المصنعة ونصف
المصنعة بنسبة %42.6 وآلات معدات التجهيز بنسبة %46.2 ( سنة 2005)
+
تطور حصيلة الميزان التجاري: تحول وضعية الميزان التجاري من حالة العجز
(إلى حدود بداية تسعينيات القرن 20) نحو تحقيق فائض مستمر بلغت قيمته 102.1 مليار
دولار (سنة 2006).
+
تطور حصة الصين من المبادلات التجارية الدولية: مع بداية
ثمانينيات القرن 20 ظلت مساهمة الصين في التجارة العالمية محدودة لا تتجاوز % 1 من
الصادرات والواردات العالمية، لترتفع إلى حوالي %7.3 من الصادرات و%6.1 من
الواردات ( سنة 2005) وبذلك تحتل الصين المرتبة الثالثة عالميا.
2/ العوامل
المفسرة لتطور الاقتصاد الصيني.
1-2/ دور
المؤهلات الطبيعية والبشرية في تطور الاقتصاد الصيني.
+ تنوع كبير في
الأشكال التضاريسية: الجبال (%33.4)، الهضاب (%26)، الأحواض
(%19.7)، السهول (%12) والأحواض (%9.9).
+ ملاءمة
المعطيات المناخية: على الواجهة الشرقية مناخ معتدل ممطر
وبارد شتاء في الشمال الشرقي، مناخ مداري ممطر وحار صيفا في الجنوب الشرقي، وفي
المناطق الداخلية مناخ صحراوي قاحل في الشمال، ومناخ جبلي بارد في الجنوب.
=>
يوفر انبساط التضاريس، ورطوبة المناخ على الواجهة الشرقية ظروفا ملائمة لممارسة
النشاط الفلاحي: زراعة القمح في الشمال، والمزروعات المدارية في الجنوب.
+ وفرة الموارد
الطبيعية: يوفر المجال الصيني موارد طبيعية هامة من المعادن ومصادر
الطاقة يجعل الصين من كبار الدول المنتجة عالميا:
الموارد
الطبيعية |
الثروات
المعدنية (مليون طن) |
مصادر الطاقة
(مليون طن / مليار م3 / مليار kWh) |
|||||||
الزنك |
الحديد |
الرصاص |
الفوسفاط |
البوكسيت |
الفحم |
البترول |
الغاز
الطبيعي |
الكهرباء |
|
الإنتاج |
1.65 |
261 |
0.66 |
24.5 |
12.5 |
1740 |
169.6 |
35 |
1640 |
الرتبة |
1 |
2 |
2 |
3 |
5 |
1 |
6 |
16 |
2 |
=> توفر
الموارد الطبيعية إمكانات هامة لتزويد الصناعة بحاجاتها من المعادن ومصادر الطاقة.
+ أهمية الطاقات
البشرية: تضم الصين أكبر تجمع سكاني عالمي 1.3 مليار نسمة.
- الخصائص
الديمغرافية: تراجع معدل التزايد الطبيعي %0.58، ارتفاع معدل أمد الحياة 71.9 سنة،
ارتفاع نسبة الفئات الشابة (15- 64سنة) %70.9.
- التوزيع
المجالي: ترتفع الكثافات السكانية على الواجهة الشرقية لتفوق 200 نسمة/ كلم2
بينما تنخفض في اتجاه المناطق الداخلية لتقل عن 10 نسمة/ كلم2.
=>
توفر الطاقات البشرية الأساس الذي اعتمدت عليه الصين في بناء وتطير اقتصادها.
2-2/ دور العوامل التنظيمية والتقنية
في تطور الاقتصاد الصيني.
+ الأسس التنظيمية: مر تطور التنظيم الاقتصادي
الصيني بمرحلتين:
مرحلة
التنظيم الاشتراكي في عهد ماو تسي تونغ (1949/ 1976) |
مرحلة
الانفتاح على اقتصاد السوق في عهد دينغ كسياوبينغ (منذ 1978) |
- تأميم وسائل الإنتاج: أراضي، غابات، ثروات طبيعية، صناعات،
تجارة.. - تنظيم القطاع الفلاحي في إطار كومونات شعبية. - نهج سياسة التخطيط الاقتصادي المركزي. - نهج سياسة "القفزة الكبرى إلى الأمام" بهدف تحقيق
الإقلاع الاقتصادي. - تطبيق سياسة "المشي على قدمين" : الارتكاز على
الفلاحة والصناعة |
- إلغاء نظام الكومونات الشعبية وإنشاء مستغلات عائلية أو
مختلطة. - السماح بالملكية الفردية للأراضي ووسائل الإنتاج في القطاع
الفلاحي.. - إنشاء مقاولات فلاحية مختلطة بين الدولة والخواص). - تحديث الاقتصاد من خلال الانفتاح على التكنولوجيا الغربية. - السماح بإنشاء مقاولات خاصة في قطاعي الصناعة والتجارة. - منح الاستقلال المالي والإداري للمقاولات التابعة للدولة. - تشجيع المبادلات التجارية مع الخارج. - الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية من خلال تقديم حوافز
وتشجيعات. |
+ الأسس التقنية:
في
الميدان الفلاحي |
في
الميدان الصناعي |
في
الميدان التجاري |
تحسين المستوى التقني للفلاحة بهدف الرفع من الإنتاج وزيادة
حجم الصادرات، من خلال: - زيادة حجم الاستثمارات المالية التي بلغت 3 مليار يووان (Yuan). - وضع 35 مشروعا للاستثمار الفلاحي
ممولا من طرف الدولة. - تنفيذ 6 مشاريع لعصرنة وتجهيز الفلاحة
بالتكنولوجيا الحديثة. |
العمل على إعادة هيكلة وتطوير القطاع الصناعي من خلال: - السماح بتدفق الاستثمارات الأجنبية. - الانفتاح على التكنولوجيا الغربية (وسائل الاتصال وأجهزة
الكمبيوتر والانترنيت...) - تشجيع البحث العلمي من أجل تطوير القطاع الصناعي. |
العمل على تطوير التجارة الخارجية من خلال: - الانفتاح على المبادلات الدولية وعلى الاستثمارات الأجنبية
منذ سنة 1979. - زيادة مساهمة الشركات الأجنبية في التجارة الصينية. - الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية سنة 2001 - الاندماج في إطار نظام العولمة. |
3/ المشاكل والتحديات التي يواجهها الاقتصاد
الصيني.
1-3/ المشاكل والتحديات السكانية
السوسيواقتصادية.
+ المشاكل والتحديات
السكانية:
طبقت الصين منذ سبعينيات
القرن 20 سياسة "طفل واحد لكل أسرة". ساهمت هذه السياسة في الحد من
وتيرة التزايد الديمغرافي السريع. لكنها خلفت آثارا أصبحت تهدد الاقتصاد الصيني
تقلص العناصر الشابة القادرة على العمل وبارتفاع نسبة الشيخوخة %7.6، وسترتفع إلى
%17 في أفق سنة 2020.
+ المشاكل والتحديات
الاقتصادية:
يعتمد الاقتصاد الصيني بشكل كبير على
الخارج للتزود بحاجاته من المواد الأولية، الشيء الذي يجعله رهينا بتقلبات السوق الدولية لهذه المواد.
+ المشاكل والتحديات الاجتماعية:
تتميز الوضعية
السوسيواقتصادية للسكان في الصين بالتفاوت بين سكان المدن حيث انخفاض معدل الأمية
%2.5، ارتفاع معدل الدخل الفردي 1000 دولار، انخفاض نسبة القفر %8ن وسكان البوادي
حيث تزيد نسبة الأمية %8.7، ينخفض معدل الدخل 300 دولار، وترتفع نسبة الفقر %71.
2-3/ المشاكل والتحديات المجالية
والبيئية.
+ المشاكل والتحديات المجالية:
يلاحظ تباين إقليمي بين المناطق
الشرقية حيث يتركز %90 من السكان، وتتركز الأنشطة الصناعية والفلاحية وتنشط المبادلات التجارية مع الخارج، والمناطق
الداخلية حيث يقل السكان والأنشطة الاقتصادية.
+ المشاكل والتحديات البيئية:
ارتبطت بحركة التصنيع
الكثيف بالصين انعكاسات سلبية على الوضع البيئي، تتمثل في تراجع الأراضي الزراعية
بفعل انتشار الصناعة وزحف المدن، التلوث الجوي بفعل النفايات الصناعية، ظاهرة
الأمطار الحمضية…