الثورة الروسية وأزمات الديمقراطيات الليبرالية
+
شهدت روسيا قيام ثورة بروليتارية واجهت عدة صعوبات في اتجاه بناء مجتمع اشتراكي.
+
شهدت إيطاليا صعود الحزب الفاشي ووصوله إلى الحكم ونهج سياسة ديكتاتورية.
+
شهدت فرنسا صعود الجبهة الشعبية ووصولها إلى الحكم ونهج سياسة موالية للشيوعية
السوفياتية.
-
فما هي عوامل قيام الثورة الروسية؟
-
ما هي التدابر التي اتخذت من أجل بناء النظام الاشتراكي؟
-
ما هي طبيعة الأزمات التي عرفتها الديمقراطيات الليبرالية في أوربا؟
1/
بعض مظاهر الثورة الروسية والعوامل التي ساهمت في اندلاعها
1-1/
بعض مظاهر الثورة الروسية
شهدت
روسيا مع بداية القرن 20م اندلاع مجموعة من الثورات:
+
ثورة 1905: اتخذت شكل مظاهرات للفلاحين والعمال في الشوارع للمطالبة بإقرار الحريات
الدستورية.
=> إنشاء مجلس منتخب "الدوما" ووضع نظام
دستوري. إلا أن الصلاحيات الفعلية ظلت بيد القيصر.
+
ثورة فبراير 1917: اتخذت في البداية شكل مظاهرات للنساء ضد ارتفاع الأسعار وندرة
المواد الغذائية، انضم إليها الجنود والعمال فاتخذت طابعا سياسيا.
=>
الإطاحة بالنظام القيصري، تشكيل حكومة مؤقتة. لكنها اقتصرت على تحقيق مطالب الطبقة
البورجوازية، قررت مواصلة الحرب إلى جانب الحلفاء ولم تحقق مطالب عامة الشعب.
+
ثورة أكتوبر 1917: اتخذت شكل انتفاضة مسلحة قادها الحزب البلشفي، قامت باحتلال
عدد كبير من مؤسسات الدولة ومحاصرة المجلس التشريعي واحتلال مقر الحكومة المؤقتة.
=> الإطاحة بالحكومة المؤقتة، وتكوين حكومة
بلشفية شرعت في اتخاذ التدابير لبناء النظام الاشتراكي.
2-1
عوامل اندلاع الثورة الروسية
تضافرت
مجموعة من العوامل لتفضي إلى اندلاع الثورة الروسية:
+
سياسيا:
سيادة النظام القيصري المتمسك بالمؤسسات التقليدية القائمة على: الحكم الفردي
للقيصر، أرستقراطية كبار الملاكين العقاريين، هيمنة الكنيسة الأرتودوكسية، والجيش.
ومحدودية الإصلاحات المطبقة بعد ثورة 1905 (محدودية صلاحيات مجلس الدوما أمام
السلطات الواسعة للقيصر).
+
اقتصاديا:
واجه الاقتصاد الروسي مع بداية القرن 20م عدة صعوبات تمثلت في فشل الإصلاحات
الرامية إلى القضاء على الإقطاعية والتحول نحو النظام الرأسمالي، وزادت الحرب
العالمية الأولى من تأزم الوضع حيث قلت المواد الاستهلاكية وارتفعت الأسعار وتزايد
عدد العاطلين.
+
اجتماعيا:
انقسام المجتمع في البوادي إلى طبقة الملاكين الكبار "الكولاك" وطبقة
الفلاحين الفقراء "الموجيك". وفي المدن عانت الطبقة العاملة من استغلال
أرباب المصانع.
+
عسكريا:
خلف دخول روسيا الحرب العالمية الأولى دون
استعداد كاف آثارا سلبية تمثلت في ارتفاع عدد الضحايا، وندرة وارتفاع أسعار المواد
الاستهلاكية.
2/
أهم التدابير المتخذة لبناء النظام الاشتراكي السوفياتي
1-2/
بعض التحديات التي واجهت ثورة أكتوبر 1917م والتدابير التي اتخذها لينين لمواجهتها
+
التدابير الأولية لبناء النظام الاشتراكي
اتخذ
لينين مباشرة بعد نجاح ثورة أكتوبر 1917م مجموعة من التدابير:
-
على المستوى الداخلي: إلغاء الملكية العقارية الكبيرة، تأميم الأبناك والصناعة
والسكك الحديدية، إلغاء حرية الصحافة، إنشاء شرطة سياسية ومحاكم استثنائية.
-
على المستوى الخارجي: الانسحاب من الحرب العالمية الأولى، منح القوميات حق تقرير
المصير، الانسحاب من معاهدة سايكس-بيكو.
=>
أثارت هذه القرارات معارضة كبار الملاكين وأرباب المصانع والدول الرأسمالية تطورت
نحو حرب أهلية.
+
شيوعية الحرب (1918-1921): شهدت روسيا حربا أهلية دارت بين الجيش الأبيض الذي
شكلته القوى المضادة للثورة (كبار الملاكين، ضباط الجيش القيصري، البورجوازية)
بدعم من الدول الرأسمالية، والجيش الأحمر الذي شكله البلاشفة.
وأمام
الأخطار التي أصبحت تهدد الثورة اتخذ لينين مجموعة من الإجراءات في إطار
"شيوعية الحرب":
-
اقتصاديا: تأميم التجارة الداخلية والخارجية ووسائل النقل، فرض نظام الأجور
المتساوية، مصادرة فائض الإنتاج الفلاحي من كبار الملاكين.
-
سياسيا: إقرار نظام الحزب الواحد (الحزب الشيوعي) ابتداء من سنة 1918.
-
عسكريا: القضاء على الجيش الأبيض ابتداء من سنة 1920، واسترجاع الأراضي التي
احتلتها الدول الرأسمالية.
=>
خلفت شيوعية الحرب انعكاسات سلبية على المستوى الاقتصادي تمثلت في تقلص المساحات
المزروعة، تراجع الإنتاج نتيجة إجراءات مصادرة فائض الإنتاج، وتقلص الإنتاج
الصناعي بفعل سياسة التأميم سياسة الأجور المتساوية التي دفعت بالأطر العليا إلى
الهجرة.
+
السياسة الاقتصادية الجديدة (1921-1928): أمام تدهور الأوضاع الاقتصادية نتيجة نهج شيوعية
الحرب اتخذ لينين مجموعة من الإجراءات ذات الصبغة الليبرالية كمرحلة انتقالية وتحت
مراقبة وتوجيه الدولة (رأسمالية الدولة) في إطار "السياسة الاقتصادية
الجديدة":
-
في الميدان الفلاحي: التراجع عن انتزاع الأراضي ومصادرة فائض الإنتاج، الاكتفاء
بفرض ضريبة على الفلاحين والسماح لهم ببيع جزء من المحصول، ومنحهم إمكانية كراء
أراضيهم وتشغيل عمال أجراء.
-
في الميدان الصناعي: التراجع عن تأميم المقاولات الصغرى، الانفتاح على الرأسمال
الأجنبي، جلب خبراء أجانب.
- في الميدان التجاري:
تحرير التجارة الداخلية.
2-2/ مساهمة ستالين في بناء النظام الاشتراكي السوفياتي
بعد
وفاة لينين تولى ستالين الحكم وعمل على ترسيخ النظام الاشتراكي السوفياتي من خلال
نهج سياسة التخطيط.
+
منطلقات سياسة التخطيط: انطلق ستالين من الوضعية التي أصبح عليها التحاد السوفياتي وفرة
فرص الشغل، تنظيم عمليات الإنتاج، تركز صناعي قوي، حزب واحد منسجم، كيان سياسي
مستقل، إرادة قوية لتدارك تأخر الاتحاد السوفياتي مقارنة مع الدول المتقدمة.
+
أهداف سياسة التخطيط: الانتقال بالاتحاد السوفياتي من بلد زراعي يعتمد على تقنيات
متواضعة إلى بلد صناعي قوي يتوفر على تقنيات حديثة. القضاء على كل مظاهر الرأسمالية،
وبناء مجتمع اشتراكي.النهوض بالاقتصاد القروي لبناء قاعدة اقتصادية للنظام
الاشتراكي بالبوادي. تطوير القدرات العسكرية للحفاظ على وحدة واستقلال البلاد.
+ نتائج سياسة التخطيط: حققت سياسة التخطيط
إنجازات إيجابية تمثلت في: توسع المساحات المزروعة،تزايد الإنتاج الفلاحي والمعدني
والصناعي، تنوع فروع الإنتاج الصناعي من صناعات ثقيلة (الصلب) ميكانيكية (السيارات
والجرارات) وكيماوية وفضائية.
3/ بعض الأزمات التي شهدتها
الديمقراطيات الليبرالية
+ في إيطاليا:
الوضع السياسي
- محدودية سلطات الملك.
- تعدد وتفكك الأحزاب وضعف
الحكومات.
- وجود حزب اشتراكي قوي
يمارس المعارضة دون القدرة على الوصول إلى السلطة.
- تجمع أقلية ثورية في حزب
شيوعي ضعيف.
- صراع دائم بين قوى
المعارضة داخل البرلمان.
الوضع الاقتصادي
- نقص في المواد الأولية
ومصادر الطاقة.
- نقص حاد في المواد
الغذائية.
- ارتفاع الأسعار.
الوضع الاجتماعي
- خيبة آمال الإيطاليين من
نتائج الحرب.
- تدهور أوضاع الفلاحين
وفشل الوعود بالإصلاح الزراعي.
- تزايد أعداد العمال
واستياؤهم من الوضع وفقدانهم الثقة في الخطابات الإصلاحية.
- تعدد الحركات العمالية
المتأثرة بالفكر الاشتراكي.
- تزايد المظاهرات
والإضرابات العمالية.
- اندلاع أعمال العنف
واحتلال العمال للمصانع.
النتائج
- ظهور الفاشية كحركة
معادية للشيوعية والاشتراكية، تؤمن بالقومية والحرب كأداة لتقوية الشعب الإيطالي.
- وصول الفاشية إلى السلطة
بزعامة موسوليني.
- نهج سياسة ديكتاتورية
قائمة على قمع الحريات وتصفية المعارضة وإلزام كافة فئات المجتمع بالانخراط في
الفاشية.
+ في فرنسا:
الوضع السياسي:
- ظهور جماعات متطرفة
استقطبت الغاضبين وضحايا الأزمة: " جماعة الصليب النازي " و "حركة
فرنسا ".
- ظهور تكتلات حزبية للتصدي
للخطر الألماني أو ظهور حزب فاشي: " الكتلة الوطنية " 1919، "
الحزب الشيوعي الفرنسي " المساند للثورة الروسية.
الوضع الاقتصادي:
- خروج فرنسا من الحرب
بخسائر مادية وبشرية فادحة.
- ارتفاع قوي لسعر الفرنك
نتيجة تخفيض قيمة الجنيه الإسترليني والدولار.
- تراجع مداخيل الصادرات
بفعل ارتفاع قيمة الفرنك.
- تضرر السوق الداخلية بسبب
عجز الصناعة عن سد الحاجات الداخلية وغزو السلع الأجنبية رخيصة الثمن.
الوضع الاجتماعي
- تغيير البنية العمرية
والجنسية للسكان نتيجة الحرب.
- انخفاض نسبة المواليد
وارتفاع نسبة الشيوخ والنساء.
- تضرر كافة الفئات من نتائج
الحرب.
- تفاقم أوضاع سكان البوادي
بفعل التهميش.
- انتشار وتفاقم البطالة
بفعل استفحال الأزمة الاقتصادية.
- تزايد الخوف والقلق من
المستقبل.
النتائج
- ظهور أحزاب يسارية تتبنى
برامج اشتراكية لصالح الطبقة العاملة.
- تكتل الأحزاب اليسارية:
"الحزب الشيوعي" و"الحزب الاشتراكي" و"الحزب
الراديكالي" في إطار " الجبهة الشعبية "
- وصول الجبهة الشعبية إلى
السلطة للوقوف في وجه الفاشية والنازية ونهج سياسة على غرار النموذج السوفياتي