لم تكن ضغوط الدول الامبريالية التوسعية أمثال فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وكذا ألمانيا هي السبب الوحيد وراء ضعف وتقهقر المغرب بداية القرن العشرين، ليخضع في الأخير للحماية الفرنسية والإسبانية، بل هناك أحداث أخرى عرفها المغرب قبيل هذه المرحلة.
الجيلالي بن إدريس الزرهوني (بوحمارة)
ففي سنة 1900 شهد المغرب ثورة الجيلالي بن إدريس الزرهوني المعرف ببوحمارة في نواحي مدينة تازة، وقد كان يتلقى الدعم من أطراف خارجية خاصة من إسبانيا، هذه الثورة حتمت على المخزن المغربي التصدي لها، لكن خزينة الدولة كانت فارغة نظرا لأن المغرب كان لايزال يسدد القروض المترتبة على حرب تطوان.لكن الحاجة إلى القضاء على هذه الثورة التي كانت تزعزع استقرار البلاد حتم على المغرب اللجوء إلى الدول الأوربية لطلب المزيد من القروض وهنا أصبح المغرب تحت رحمة هذه الدول. ولم يتم القضاء على ثورة بوحمارة إلا بعد سبع سنوات، حيث كلفت هذه الثورة المغرب خسائر فادحة في الأرواح والأموال وكذلك خسائر وتنازلات سياسية كبيرة، مما مهد إلى استعمار المغرب واعطاء الدول الأوربية السبب لاحتلال المغرب الضعيف.والملاحظ أن بوحمارة لم تكن في نيته تحقيق إصلاح أو صنع مجد للدولة المغربية بل كان يخدم أهداف وأجندة خارجية، نظرا لتلقيه الدعم والمعونة من الدولة التي كانت تتآمر آنداك على استعمار المغرب، وهكذا يمكن القول أن المغرب فعلا انتحر بيد أبنائه.المصادر والمراجع:انظر:
الطيب بن اليمني بوعشرين: "التنبيه المعرب عما عليه الآن حل المغرب" علال الخديمي: "التدخل الأجنبي والمقاومة بالمغرب"
***********************
***********************