مجموعة أمريكا الشمالية: التبادل الحر والاندماج الجهوي
المقدمة: تعتبر مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر و الاندماج الجهوي تكثلا
اقليميا تضم الولايات المتحدة الأمريكية و كندا و المكسيك و ذلك لمنافسة المجموعات
الاقتصادية الكبرى في العالم ، ومواجهة متطلبات العولمة .
فما هي مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر
"ألينا" ؟ و ما خصائص موقعها الجغرافي ؟ و ما مظاهر التبادل الحر و الاندماج الجهوي لهذه
المجموعة ؟ و ما الأهداف التي تحققت من خلال الإتفاقية في إطار هذه المجموعة ؟
I- مجموعة امريكا الشمالية للتبادل الحر:
المفهوم،التوطين،الاهداف
1 – تعريف ألينا و أهدافها
هي اتفاقية بين الدول الثلاث كندا والولايات المتحدة الأمريكية
والمكسيك, وقد وقعت اتفاقية التبادل الحر لأمريكا الشمالية التي أصبحت سارية المفعول سنة 1994. وهي
تسعى الى تحقيق مجموعة من الاهداف أبرزها : تحقيق النمو الاقتصادي و رفع
مستوى عيش ساكنة البلدان الثلاثة – انجاز جدولة زمنية للتخفيضات الجمركية في أفق حذفها نهائيا
– حل الخلافات التجارية بين الدول الثلاث – تنقل الرساميل و رجال الأعمال داخل البلدان
الثلاثة – حماية حقوق الملكية الفردية .
2- توطين
المجال الجغرافي لمجموعة أمريكا الشمالية "ألينا":
تمتد ألينا في قارة أمريكا الشمالية , وهي تتمتع بموقع
استراتيجي هام حيث تشرف على المحيط الأطلسي و المحيط الهادئ ( الانفتاح على العالم
).
أما على مستوى الاحداثيات الجغرافية , فدول ألينا تمتد
بين مدار السرطان و الدائرة القطبية الشمالية ( تنوع المناخ ).
3_ ظروف عقد ألينا
- بالنسبة للولايات المتحدة
الأمريكية : تسعى الى
إيجاد اسواق جديدة خاصة بعد فشلها في مفاوضات الغات أي الاتفاقية العامة للتجارة و
التعرفة الجمركية.
- بالنسبة للمكسيك : تسعى الى تمكين سلعها من دخول السوق الأمريكية
و الكندية من دون رسوم جمركية .
- بالنسبة لكندا : تسعى الى تأكيد علاقاتها مع الولايات المتحدة
الأمريكية .
4- المؤسسات المنظمة لمجموعة أمريكا الشمالية.
يتم تسيير ألينا بواسطة عدة مؤسسات أبرزها لجنة التبادل
الحر , و سكرتارية ألينا , و منسقو مجموعة ألينا .
II -
مجموعة أمريكا الشمالية: المؤهلات،مظاهر الاندماج وابرز التحديات.
1- المؤهلات
المساعدة على التعاون الاقتصادي
والاجتماعي : * المؤهلات الطبيعية: تتجلى في توفر دول المجموعة على ثروة طاقية مهمة كالفحم والبترول والغاز الطبيعي ،كما تمتد دول ألينا فوق مساحة شاسعة,
فضلا عن الموقع الاستراتيجي لدول المجموعة المطل على المحيطين الأطلسي والهادي.
* المؤهلات العلمية و التقنية: تتجلى في وجود شبكة مهمة من وسائل المواصلات البرية والبحرية والجوية , فضلا عن جودة شبكة
الاتصالات( الأنترنيت ) مما
سهل العلاقات التجارية البينية لدول المجموعة...
* المؤهلات الاقتصادية والمالية: تتمثل في توفر دول المجموعة على مناطق فلاحية خصبة ومجالات صناعية كبرى , علاوة على توفر العملات
القوية و البورصات العالمية كبورصة وول ستريت .
* المؤهلات البشرية: تتجلى في توفر الدول الثلاث على ثروة بشرية تفوق اعدادها 435 مليون نسمة ،توفر لها الأطر العاملة والسوق
الاستهلاكية الواسعة.
2 -
المظاهر الاقتصادية لاتفاقية التبادل الحر في أمريكا
الشمالية:
تتجلى النتائج الاقتصادية التي ترتبت عن اتفاقية التبادل الحر لأمريكا الشمالية فيما يلي:
* نمو المبادلات التجارية وتطور قيمتها
بين الدول الثلاث خاصة
بين الولايات المتحدة الأمريكية و كندا و بين و م أ و المكسيك , بينما يقل حجم
الرواج التجاري بين المكسيك و كندا .
* تزايد قيمة الاستثمارات في دول المجموعة خاصة الاستثمارات الأمريكية نحو المكسيك و
كندا.
* يتنقل الأشخاص بين الولايات المتحدة الأمريكية
وكندا بكامل الحرية(الحدود مفتوحة ), بينما توجد حدود مراقبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك .
*تشييد الولايات المتحدة الأمريكية
لمقاولات صناعية تسمى" ماكيلادوراس "على حدودها مع المكسيك حيث يتم
تشغيل اليد العاملة المكسيكية بأجور ضعيفة ولساعات عمل طويلة, على أن تصدر المنتجات إلى الأسواق الأمريكية،
وتهدف هده المبادرة إلى الحد من الهجرة السرية المكسيكية نحو الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
* تهتم دول المجموعة بحماية حقوق الملكية الفكريةو
محاربة قرصنة الانتاجات الفنية و السينمائية .
3- بعض الجوانب السلبية
لاتفاقية التبادل الحر.
* إغراق الأسواق المكسيكية بالمنتجات الفلاحية والصناعية
الأمريكية ،مما أدى الى تعرض المنتوج المحلي للمنافسة ثم افلاس الفلاحين و أرباب
الصناعة .
* استغلال اليد العاملة
المكسيكية ،حيث تشتغل بمقاولات الماكيلادوراس لساعات طويلة وبأجور تقل عشر مرات عن نظيرتها في الولايات
المتحدةالأمريكية وكندا.
* احتكار الولايات المتحدة
الأمريكية وكندا لفرص ونتائج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن اتفاقية التبادل الحر ..
* التباين الكبير في الدخل
الفردي بين و م أ و المكسيك , مما أدى الى تفاقم مشكل الهجرة السرية من المكسيك
الى الولايات المتحدة الامريكية .
خاتمـــــــة: لا زالت الولايات المتحدة الأمريكية تهيمن على فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية في
دول مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر بينما لم تتمكن المكسيك من تحقيق
الطموحات التي دفعتها لتوقيع الاتفاقية سنة 1992.