مقدمة:
نهجت الأنظمة الدكتاتورية سياسة التوسع لمواجهة آثار الأزمة الاقتصادية،
فاصطدمت بمصالح الأنظمة الديموقراطية الاستعمارية، وبذلك نشبت الحرب العالمية
الثانية. فما هي أهم أسباب ومراحل ونتائج هذه الحرب؟
І- تعددت أسباب ومراحل الحرب:
1- أسباب الحرب:
أدت معاهدة فرساي سنة 1919 إلى إضعاف ألمانيا عسكريا وماليا، حيث قـُلصت
جيوشها، وفـُرضت عليها غرامة مالية عجزت عن أدائها، مع اقتطاع أجزاء ترابية منها
لفائدة دول مجاورة، وأدى ذلك إلى استياء الشعب وظهور نظام هتلر النازي. ومن جهة
أخرى ساهمت أزمة 1929 الاقتصادية في تدهور اقتصاد الدول الرأسمالية الديموقراطية
مما سيؤدي إلى تقوية الأنظمة الدكتاتورية ونهجها لسياسة التوسع للحصول على أسواق
تجارية لتصدير فائض إنتاجها واستيراد حاجياتها.
2- أدت سياسة التوسع إلى اندلاع الحرب:
اهتمت الدول الدكتاتورية (ألمانيا وإيطاليا واليابان) بنهج سياسة التوسع بعد
الانسحاب من عصبة الأمم، فأبرمت عدة اتفاقيات أهمها محور برلين- روما- طوكيو سنة 1937، فاحتلت اليابان منشوريا شمال الصين، وغزت إيطاليا الحبشة، وضمت
ألمانيا النامسا وتشيكوسلوفاكيا وبولونيا وبذلك اندلعت الحرب العالمية الثانية عبر
مرحلتين:
أـ من 1939 إلى 1942: تميزت بتفوق المحور بعد احتلال ألمانيا لفرنسا سنة 1940
والهجوم على الاتحاد السوفياتي في يونيو 1941 وتدمير اليابان لقاعدة بيرل هاربور
الأمريكية في دجنبر 1941، فانضمت بذلك الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي على
الحلفاء.
ب ـ من 1942 إلى 1945: تميزت بتفوق الحلفاء بعد استعانتهم بجيوش المستعمرات
واستعمال أسلحة الدمار الأمريكية، فاستسلمت إيطاليا في يونيو 1944 وألمانيا في ماي
1945 واليابان في غشت 1945.
ІІ- تعددت نتائج الحرب العالمية
الثانية:
1- النتائج الاجتماعية والاقتصادية:
ــ مقتل أزيد من خمسين مليون نسمة معظمهم من المدنيين، فتراجع النمو
الديموغرافي بسبب تقلص نسبة القادرين على الإنجاب.
ــ تدمير المناطق الصناعية والفلاحية الأوربية، فانخفض الإنتاج بنسبة 50% وارتفعت
الأسعار مما أدى إلى تدني مستوى المعيشة وانتشار سوء التغذية والأوبئة.
ــ انتعاش اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية بفعل تزويدها لأوربا بحاجياتها
الصناعية والفلاحية طيلة فترة الحرب.
2- النتائج السياسية:
ــ تغيير خريطة أوربا السياسية بعد استيلاء الاتحاد السوفياتي على أجزاء من
بولونيا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا، وانقسام ألمانيا إلى جمهورية شرقية اشتراكية
وأخرى غربية رأسمالية (خريطة ص:50).
ــ انقسام العالم إلى معسكرين أحدهما رأسمالي بزعامة الولايات المتحدة ويعتمد
على حلف الشمال الأطلسي، والثاني اشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي واعتمد على حلف وارسو، وتوثرت العلاقات بينهما وسميت بالحرب الباردة.
ــ تأسيس منظمة الأمم المتحدة في يونيو 1945 محل عصبة الأمم، لحل النزاعات
الدولية بشكل سلمي، ولتحقيق التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الشعوب،
ولضمان حقوق الإنسان وحرية الشعوب في تقرير مصيرها (نص ص:51).
خاتمة:
شاركت المستعمرات الإفريقية والأسيوية في الحرب العالمية الثانية إلى جانب
أوربا، ولذلك ستطالب بعد الحرب باستقلالها السياسي، مدعمة في طلبها بالاتحاد
السوفياتي والولايات المتحدة وميثاق الأمم المتحدة.