مقدمة:
ساهم التطور التقني والجشع التجاري خلال العصر الحديث في سوء استغلال الثروات
الطبيعية وبالتالي تفاقم ظاهرة التلوث البيئي. فما هي أهم المشاكل البيئية الكبرى؟
وكيف يساهم المغرب في حماية البيئة؟
І- تعاني المجتمعات البشرية من
التلوث البيئي:
تعتبر قضايا التلوث البيئي قضايا دولية، إذ أن تلوث الهواء أو المياه أو
الإشعاع الذري الذي يحدث في بعض البلدان، لا يقتصر ضرره عليها فحسب، بل ينتقل إلى
البلدان المجاورة بفعل التيارات الهوائية والبحرية، كما أن تدهور طبقة الأوزون
سيمتد تأثيره إلى كل أنحاء الأرض.
إن التطور المدني والاستغلال البشري المفرط للموارد الطبيعية يُحدث عدة مشاكل
بيئية، فالرغبة في زيادة الإنتاج الفلاحي والجشع التجاري يساهم في تدمير التربة
الزراعية وتراجع الغطاء النباتي حيث تتقلص الغابة المدارية بنسبة 1% سنويا، كما أن
تلـوث الهـواء والمياه يساهـم في انتشار الأمـراض والأوبئة وفي انقراض بعض الطيور
والحيوانات (جدول ص:193).
ІІ- يساهم المغرب في حماية البيئة:
يساهم المغرب في تطبيق المواثيق الدولية المتعلقة بصيانة البيئة وحمايتها من
التدمير، وذلك بسن قوانين للحد من تلوث الهواء وتخفيض نسبة انبعاث ثاني أكسيد
الكربون، أو لمكافحة ظاهرة التصحر بغرس الأشجار، أو لتقليص درجة تلوث مياه المجاري
والبحار بمنع إلقاء النفايات الصلبة والسائلة فيها. وتصدر هذه القوانين بناء على
تقارير سنوية تنجزها الدولة عن حالة البيئة، ومن جانب آخر تسعى الدولة إلى خلق
بيئة نظيفة بتقديم تحفيزات مالية للمؤسسات المساهمة في صيانة البيئة، وتعزيز
الشراكة بين الخواص والجماعات المحلية والمنظمات الحكومية، إضافة إلى إدماج
الثقافة البيئية في برامج التربية والتكوين، وتوعية المواطنين بمخاطر التلوث
البيئي.
خاتمة:
فشلت التشريعات المحلية والدولية في الحد من ظاهرة التلوث البيئي، ولن تتمكن المجتمعات
البشرية من تجاوز مشاكل البيئة إلا بتطوير صناعات تعتمد على طاقات بديلة غير
ملوثة.