القضية الفلسطينية
تقديم إشكالي:
تعتبر القضية الفلسطينية من أخطر وأعقد المشاكل في العالم المعاصر، تمتد جذورها
إلى تواطؤ الحركة الصهيونية مع الإمبريالية في أواخر الفقر 19م ومطلع القرن 20م. .
- ما هي أهم جذور القضية الفلسطينية وتطوراتها
إلى غاية 1939؟
- ما أشكل التمركز الصهيوني بفلسطين؟ وما ردود
فعل الفلسطينيين اتجاهه؟
المقطع الأول :جذور القضية
الفلسطينية وتطوراتها إلى غاية 1939م:
1- الإرهاصات الأولى للقضية الفلسطينية:
تمتد جذور القضية الفلسطينية
إلى أواخر القرن19م، نتيجة لتوافق أهداف الحركة الصهيونية مع الإمبريالية
العالمية، وقد شهدت عدة محطات:
*انعقاد مؤتمر بازل بسويسرا سنة 1897م الذي نص على تأسيس الدولة
اليهودية،وانبثقت عنه المنظمة الصهيونية العالمية. ولتحقيق أهداف الحركة الصهيونية
تم اتخاذ الإجراءات التالية:
- تجميع يهود العالم وتوطينهم
أرض فلسطين خاصة المزارعين والمهنيين.
- خلق أجهزة لتمويل هذا
الاستيطان وإقامة مشاريع.
- تقوية الشعور القومي
اليهودي.
- العمل بمختلف الوسائل الدبلوماسية
للحصول على تأييد وتعاطف البلدان الكبرى للمشروع الصهيوني.
*صدور وعد بلفور سنة 1917م من بريطانيا ويقضي بمساعدتها لليهود من أجل
إقامة وطن قومي لهم بفلسطين مقابل دعمهم لها في الحرب العالمية الأولى.
2- شهدت القضية الفلسطينية تطورات في ظل الإنتداب
البريطاني:
- أقرت عصبة الأمم وضع فلسطين تحت الإنتداب البريطاني سنة1922م،وأكد صك
الإنتداب على وضع المنطقة في أحوال تضمن إنشاء وطن قومي لليهود،من جهة أخرى أعطت
للوكالة اليهودية مكانة متميزة في إدارة شؤرن فلسطين،وأوصت بتشجيع هجرة اليهود إلى
فلسطين.
هكذا عملت بريطانيا على تنفيذ
بنود وعد بلفور عبر التمهيد لإنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين،وفي هذه المرحلة صدر
مشروع التقسيم لسنة 1937م تضمنه الكتاب الأبيض.
المقطع الثاني :أشكال التمركز
الصهيوني بفلسطين في فترة مابين الحربين وردود فعل الفلسطينين:
1- إعتمدت الحركة الصهيونيةعلى عدة ركائز للتمركز
بفلسطين:
*ركائز استيطانية:
- تشجيع هجرة اليهود من مختلف أنحاء العالم وتمليكهم الأراضي.
* ركائز اقتصادية: - شراء الأراضي،إثقال الفلاحين بالضرائب ومنع
تصدير المنتجات إلى الخارج.
-
منح امتيازات جمركية لليهود.
-
تشجيع اليهود على إقامة مشاريع صناعية وتجارية.
*ركائز اجتماعية:
- خضوع السكان المحليين لليهود + هيمنة المدارس اليهودية على مرافق
التعليم.
*ركائز عسكرية:
- السماح بتسليح اليهود بحجة الدفاع عن النفس.
- تكوين عصابات صهيونية عسكرية تستهدف تصفية الوجود العربي بفلسطين
مثل عصابة الهاغانا وإركون وستيرن.
2- مظاهر المقاومة الفلسطينية
في فترة ما بين الحربين:
واجه الفلسطينيون التدخل الإستعماري والتمركز
الصهيوني عبر المقاومة الفلسطينية التي مرت بالمراحل التالية:
- من 1917 إلى غاية 1935: تميزت
المقاومة بكونها عفوية وغير منظمة تجسدت في المظاهرات والاحتجاجات، كتابة مذكرات
وعرائض. وتخللت هذه المرحلة أحداث مسلحة مثل: أحداث يافا 1920م وأحداث القدس
1920،وثورة البراق 1921م،ثم ثورة عز الدين القسام لسنة 1935م.
- - المرحلة الثانية من 1936 إلى 1948م:
اندلعت الثورة الفلسطينية الكبرى من 1936 إلى 1939م والمرتبطة بعدة ظروف:
- تزايد هجرة اليهود إلى فلسطين وبروز القومية العربية.
تنامي الشعور الوطني وبداية
حركات التحرر العربي واتجاه البلدان العربية المجاورة نحو الإستقلال.
في هذه المرحلة تم اعتماد العمل
المسلح والمقاومة السلمية. كما تكتل الفلسطينيون في إطار الجمعية الخيرية
الإسلامية،جمعية الإخاء والعفاف،...واتخذت المقاومة الفلسطينية بعدا قوميا حيث
أعلن المؤتمر العربي السوري عام1919م رفض التمركز الصهيوني.
خاتمة:
ساهمت إذن ظروف فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى في بروز القضية
الفلسطينية والتمركز الصهيوني،ومنذ 1948م تحولت القضية إلى صراع عربي إسرائيلي.
مصطلحات ومفاهيم:
القضية الفلسطينية:
من أبرز القضايا المطوحة في
العالم المعاصر تمتد جذورها إلى مطلع القرن20 ووعد بلفور،تميزت في فترة ما قبل
1948 بالتمركز الصهيوني وبعدها بالصراع العربي الإسرائيلي.
الحركة الصهيونية:
حركة سياسية عنصرية انبثقت عن
مؤتمر بازل 1897 تستهدف إقامة وطن قومي لليهود بفلسطين ويعتبر تيودور هرتزل زعيما
لها ومؤسسها.
تيودور هرتزل:
مؤسس وزعيم الحركة الصهيونية بعد
انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بال1897م.
المقاومة الفلسطينية:
نضال الشعب الفلسطيني المسلح
والسلمي برز منذ وضع فلسطين تحت الإنتداب البريطاني وتحول مساره منذ إعلان دولة
إسرائيل 1948م
وعد بلفور:
نسبة إلى وزير الخارجية
البريطاني الذي أعطى وعدا لليهود سنة 1917 بإقامة وطن قومي لهم بفلسطين.