تقديم
إشكالي:
تعتبر اليابان قوة اقتصادية كبرى بفضل أهمية
أنشطتها التجارية والصناعية،وتمارس تأثيرا في المجال العالمي،لكنها تواجه عدة
تحديات.
- ما مظاهر القوة التجارية اليابانية على
الصعيد العالمي؟
- ما العوامل المفسرة لهذه القوة؟
- ما التحديات والمشاكل التي تواجه الإقتصاد
الياباني؟
المقطع
الأول:مظاهر القوة التجارية لليابان:
1- تحتل اليابان مكانة مهمة في
التجارة العالمية:
* اليابان من أهم القوى المتحكمة في المجال
التجاري العالمي،ويرتبط بباقي المجالات:فهو مهيمن في أسيا الشرقية وتتزود بالمواد
الأولية ومصادر الطاقة من روسيا وأستراليا وبلدان الخليج العربي والبلدان
الإفريقية:كما يصدر المواد المصنعة إلى جميع بلدن العالم خصوصا البلدان النامية.
* يحتل
اليابان المرتبة الثالثة عالميا في التجارة من خلال مساهمته بنسبة 5,38٪ من
الصادرات العالمية و4,67٪ من الواردات.
* تعدد الشركاء التجاريون لليابان،وفي مقدمتهم
الصين والولايات المتحدة الأمريكية وبلدان جنوب شرق أسيا والإتحاد الأوربي.
.2- خصائص التجارة الخارجية
لليابان:
*هيمنة
المواد المصنعة على صادرات اليابان،حيث تشكل 94٪ من الصادرات خاصة تجهيزات النقل،
آلات ومواد التجهيز،أدوات كهربائية.وتمثل المحروقات والمواد المعدنية والفلاحية
نسبة 49٪ من الواردات.
*تطور وتزايد قيمة المبادلات التجارية
لليابان.
*يشكل قطاع التجارة والخدمات الدعامة
الأساسية للاقتصاد الياباني:75٪ من الناتج الداخلي الخام و68٪ من اليد العاملة.
*تعتبر اليابان من الأقطاب الرأسمالية الكبرى
نظرا لأهمية المعاملات المالية التي تتم في بورصة طوكيو وصلت قيمتها 3300 مليار
دولار سنة 2009م وانتقلت إلى 4543 مليار دولار سنة 2013م،إلى جانب أهمية
استثماراتها في العالم.
المقطع الثاني:العوامل المفسرة للقوة
التجارية اليابانية:
1- دور البحر والتجهيزات
التحتية في تنشيط التجارة الخارجية لليابان:
*الموقع الاستراتجي لليابان ساهم في الانفتاح
على بحر اليابان والمحيط الهادي+ طول السواحل مما سهل الربط التجاري مع أسيا
وأمريكا ثم القرب من أسيا ذات التجمع السكاني الضخم.
*ترتكز التجارة اليابانية على كثافة وتقدم
شبكة المواصلات حيث تتوفر على ثاني أسطول بحري في العالم إلى جانب الموانئ
والمطارات والطرق السيارة،من جهة أخرى تتوسع اليابان على حساب البحر.
2-
ساهمت العوامل التاريخية في بروز اليابان كقوة تجارية كبرى:
اعتمدت اليابان منذ القرن19م سياسة التحديث العلمي خصوصا في الصناعة،وقد
مكنت ثورة الميجي من نمو بورجوازية محلية مما ساهم في الإقلاع الاقتصادي خصوصا
أنها استفادت من التكنولوجيا الغربية. من جهة أخرى استفادت اليابان من ظروف
الحربين العالميتين ومن الحرب الكورية للولوج إلى الأسواق الأمريكية والأسيوية.
3-
ساهم التأهيل البشري في القوة التجارية اليابانية:
تصل
نسبة الساكنة النشيطة في اليابان 62٪ من السكان مما يساعد على وجود يد عاملة تتميز
بالتأهيل والانضباط والتفاني في العمل.
وتعتمد اليابان على نظام تربوي صارم يقوم على تقدير الجودة مع ارتفاع نسبة
النفقات على البحث العلمي والتعليم(3,4٪ و3,8٪
على التوالي من الناتج الداخلي الخام سنة 2014) هكذا وصل عدد الباحثين إلى
5189 باحث لكل مليون نسمة سنة 2013).
4-
دور العوامل الاقتصادية في القوة التجارية لليابان:
تتميز الصناعة اليابانية بالتنوع والضخامة في الإنتاج حيث تحتل المرتبة
الأولى في الدراجات النارية والثانية في الصلب والاسمنت والثالثة في السيارات
والسفن تتميز الصناعة اليابانية بالتنوع والضخامة في الإنتاج حيث تحتل المرتبة الأولى
في الدراجات النارية والثانية في الصلب والاسمنت والثالثة في السيارات والسفن إلى
جانب الصناعات العالية التكنولوجيا والدقيقة ( أجهزة سمعية بصرية،
وإلكترونيكية،روبوتيك،...).
تساهم
اليابان بنسبة مهمة من الإنتاج الصناعي العالمي (15٪)،ويتمركز الإنتاج الصناعي في
القسم الجنوبي في مجمعات صناعية ضخمة بمدن:طوكيو، يوكوهاما،...
5-
دور العوامل التنظيمية في القوة التجارية لليابان:
تقوم الدولة اليابانية بجهود لتحسين أداء التجارة من خلال دعم البحث العلمي
والتقني،فقد تم تخصيص 3٪ من الناتج الداخلي الخام للبحث العلمي من أجل
التنمية،وهذا ما مكنها من التوفر على أطر ذات كفاءة ومختبرات مرتبطة بالجامعات. من
جهة أخرى تشجع الدولة المقاولات بالقروض والتخفيض الضريبي وحماية الإنتاج الوطني
من المنافسة.
تلعب
الشركات التجارية الكبرى" سوكوشوشا" دورا فعالا في تحسين أداء التجارة
حيث تقوم بتسويق واستيراد المواد وجمع المعلومات المتعلقة بالتقدم التكنولوجي وعن
أوضاع الأسواق..
المقطع
الثالث:المشاكل والتحديات التي تواجه التجارة اليابانية:
1-
يواجه اليابان مشاكل وتحديات ديمغرافية واجتماعية:
- الارتباط
بالخارج للتزود بالمواد الأولية ومصادر الطاقة وتصدير المنتجات المصنعة.
- المنافسة
من طرف القوى الكبرى والبلدان الصناعية الحديثة والقوى الصاعدة..
- التأثر
بالأزمات المالية وتقلبات الأسعار.
- يساهم
الفائض المالي للميزان التجاري الياباني في ارتفاع قيمة الين مما يؤثر على
الصادرات ويستوجب إعادة توطين بعض الصناعات.
- ارتفاع
قيمة الين مما يؤثر على الصادرات.
2-
يواجه اليابان مشاكل وتحديات اجتماعية:
- بداية
تراجع ساكنة اليابان وبالتالي انخفاض نسبة الساكنة النشيطة وارتفاع نسبة الشيوخ.
- ارتفاع
معدلات البطالة خاصة أثناء الأزمات ونتيجة إعادة توطين مجموعة من الصناعات.
- تدهور
البيئة(تلوث الهواء والماء،...)+ التلوث بسبب نفايات تربية الماشية+ نضوب الفرشة
المائية.
3-
تواجه اليابان مشاكل وتحديات اقتصادية:
- التلوث وتدهور البيئة الذي يسبب في أضرار
بالبيئة وأمراض ضيق التنفس والتسمم بواسطة مكونات الزئبق.
- مشاكل طبيعية: الزلازل والبراكين،التسونامي
وتسبب أضرار بالمنشئات والسكان.
- الكوارث المرتبطة بحوادث المفاعلات النووية.
خاتمة:
رغم المشاكل والتحديات،استطاعت اليابان أن تفرض
نفسها ضمن أقطاب الثالوث العالمي التي تهيمن في المجال العالمي.
مصطلحات ومفاهيم:
- قوة تجارية كبرى:
صفة
لكل قوة اقتصادية أو بلد يتميز بقوة تجارته من حيث القيمة والنوع،مما يكسبها
القدرة على التسويق الخارجي وغزو أسواق العالم،وينطبق الأمر على اليابان.
- التأهيل البشري:
تنمية معارف وقدرات العنصر البشري داخل مجال
جغرافي محدد بهدف الاستجابة للحاجيات المطلوبة والمساهمة في عملية التنمية.