مقدمة: الظاهرة الاقتصادية تشمل
مجموع الأنشطة الفلاحية والصناعية والخدماتية. فما هي أهم الخطوات المنهجية لدراسة
هذه الظواهر جغرافيا؟
І- دراسة الظاهرة الاقتصادية جغرافيا:
1- عناصر العملية الاقتصادية:
تتنوع عناصر العملية الاقتصادية بين عمليات الإنتاج والتوزيع والاستهلاك:
أ- الإنتاج: يتنوع بين إنتاج السلع في
قطاع الفلاحة (الحبوب والخضروات) وقطاع الصناعة (إنتاج الطاقة والمعادن والمواد
الصناعية)، وإنتاج الخدمات كالتجارة والسياحة.
ب- التوزيع: يقوم على توزيع مختلف
السلع والخدمات محليا ووطنيا ودوليا بالاعتماد على مختلف طرق المواصلات البرية
والبحرية والجوية.
جـ- الاستهلاك: استهلاك واستعمال مختلف السلع والخدمات.
2- خطوات النهج الجغرافي:
إن معالجة الظاهرة الاقتصادية جغرافيا ينبني على عمليات الوصف والتفسير
والتعميم:
أ- الوصف: عملية فكرية تقوم على
استخلاص الخصائص النوعية والكمية للظاهرة باعتماد جداول إحصائية وخطاطات ونصوص،
ويتنوع هذا الوصف بين:
× وصف حركة التطور في الزمان والمكان بتتبع كيفية تطور وتغير الظاهرة عبر الزمان
أو المكان بواسطة رسوم بيانية تطورية كالمنحنيات والأعمدة والخرائط التطورية.
× وصف التوطين والتوزيع الجغرافي بتحديد موقع انتشار الظاهرة اعتمادا على
الخرائط أو النصوص والصور.
ب- التفسير: عملية فكرية تهدف إلى تحديد العلاقة بين الظاهرة الاقتصادية المدروسة والعوامل
المتحكمة فيها.
جـ- التعميم: عملية فكرية تهدف إلى مقارنة نتائج الظاهرة المدروسة وباقي الظواهر التي تتحكم
فيها نفس العوامل، وبالتالي استخلاص قوانين ونظريات يمكن تعميمها على مختلف
الظواهر الاقتصادية عند تشابه العوامل المتحكمة فيها.
ІІ- التدرب على تطبيق النهج
الجغرافي:
1- وصف إنتاج الحبوب ببعض البلدان الإفريقية (وثيقة3
ص:139):
تقوم عملية الوصف على:
× ترتيب البلدان المنتجة للحبوب تصاعديا فنجد تونس ثم المغرب ثم مصر ثم نيجيريا.
× تصنيف البلدان إلى مجموعتين بعد احتساب المعدل (مجموع الإنتاج مقسوم على عدد
البلدان) فنحصل على مجموعة أقل من المعدل تضم تونس والمغرب ومجموعة أعلى من المعدل
تشمل مصر ونيجيريا.
× توطين المجموعتين على الخريطة وتحويل معطيات الجدول الرقمية إلى تعبير بياني
مناسب.
2- تفسير إنتاج الحبوب بنفس البلدان:
× (وثيقة5 ص:140) وصف حجم المساحة الصالحة للزراعة فنرتب البلدان تصاعديا فنجد
تونس ثم المغرب ثم مصر ثم نيجيريا، أما الترتيب حسب المردودية فنجد الأقوى هي مصر
ثم المغرب ثم نيجيريا ثم تونس.
× (وثيقة6 ص:140) إبراز طبيعة العلاقة بين المساحة الزراعية وإنتاج الحبوب، ويتم
ترتيب البلدان حسب الإنتاج ثم حسب المساحة لاستخراج طبيعة العلاقة بين المساحة
والإنتاج فنجدها موجبة في نيجيريا (أي مفسرة للعلاقة بين الإنتاج والمساحة) وسالبة
في البلدان الأخرى.
× (وثيقة7 ص:141) إبراز طبيعة العلاقة بين الإنتاج والمردودية فنجدها موجبة في
تونس وسالبة بالبلدان الأخرى.
في الأخير نستخلص من الوثائق السابقة وجود عاملين مؤثرين في إنتاج الحبوب
بالبلدان الأربعة وهما المساحة الصالحة للزراعة ومردودية الإنتاج بالقنطار في كل
هكتار.
3- تعميم نتائج التفسير: القيام بمقارنة نتائج الظاهرة المدروسة في مرحلة التفسير لاستخلاص العوامل
المتحكمة في هذه الظاهرة وتعميمها على حالات مماثلة، فيتضح أن إنتاج الحبوب يرتبط
بحجم المساحة المزروعة ونسبة مردودية الإنتاج بالقنطار في كل هكتار، على أن هذه
المردودية ترتبط بدورها بمدى استعمال التقنيات الحديثة.
خاتمة: يساهم النهج الجغرافي في وصف وتفسير الظواهر الاقتصادية مما يسمح باستخلاص
قوانين ونظريات قد تساعد على فهم أسباب التقدم أو التخلف الاقتصادي في بلدان
العالم.