كوريا الجنوبية:
نموذج لبلد حديث النمو الإقتصادي
تقديم
إشكالي:
تعتبر كوريا الجنوبية من البلدان الصناعية
الحديثة الأسيوية التي شهدت نموا اقتصاديا متواصلا مكنها من الرفع من مستوى
التنمية والاندماج في الإقتصاد العالمي بفضل إعادة هيكلة إقتصادها.
- ما مظاهر النمو الإقتصادي لكوريا الجنوبية؟
- ما العوامل المفسرة لهذا النمو؟
- ما التحديات والمشاكل التي تواجهها كوريا
الجنوبية؟
المقطع
الأول:مظاهر وعوامل نمو وتطور الصناعة في كوريا الجنوبية:
1- شهدت الصناعة في كوريا
الجنوبية نموا وتطورا:
* يتميز الإنتاج الصناعي في كوريا الجنوبية
بالتنوع حيث تشمل صناعة السيارات، الصناعات الإلكترونية،الصلب ،السفن، شبه
الموصلات،النسيج،الصناعات الغذائية.
* تقدم
الصناعة في كوريا الجنوبية إنتاجا ضخما وتحتل مكانة مهمة على الصعيد العالمي:
السيارات 2,22 مليون وحدة رتبة5، الصلب 69,3 مليون طن رتبة5،السفن53 مليون وحدة
رتبة 5، الهواتف النقالة 52مليون وحدة رتبة2 شبه الوصلات وأجهزة التلفاز رتبة1.
* من جهة أخرى حققت كوريا الجنوبية وتيرة نمو
سريعة في مختلف الصناعات: السيارات 8٪، منتجات إلكترونية 11٪، شبه الموصلات 25٪،
ملابس5٪،كما تتميز صناعاتها بجودتها وقدرتها التنافسية في الأسواق العالمية،وتتوفر
على اثنتين من بين المقاولات العشر الأوائل في العالم في شبه الموصلات ذات رأسمال
ضخم(مثلا سامسونغ)
* تزايدت مساهمة كوريا الجنوبية في الإنتاج
الصناعي العالمي وارتفعت مساهمة الصناعة في الناتج الداخلي الخام من 15٪ سنة 1960
إلى 41٪ سنة 2011م.
* تتوزع مراكز الإنتاج الصناعي بكوريا
الجنوبية في عدة مناطق أهمها:
- منطقة سيول-إنشون في الشمال الغربي:
تتمركز فيها الصناعات الكيماوية والإلكترونية
والنسيج والصناعات الغذائية والسيارات.
- منطقة بوسان- يوهانغ- تايجو في الجنوب الشرقي
:
متخصصة في صناعة السفن، معدات السكك
الحديدية، النسيج، مواد غذائية، سيارات.
-
منطقة كوانغ- جو- موكبو في الجنوب الغربي :
متخصصة في الصناعات الاستهلاكية والنسيج والغذائية والسيارات.
.2- العوامل المفسرة لنمو وتطور
الصناعة في كوريا الجنوبية:
أ- عوامل بشرية:
* تتوفر كوريا الجنوبية على يد
عاملة مؤهلة ورخيصة خاصة مع ارتفاع نسبة السكان النشيطين أزيد من70٪، ثم أهمية
البحث العلمي.
ب- عوامل تاريخية:
*استفادت كوريا الجنوبية من
الإستثمارت والمساعدات الأمريكية واليابانية،فحققت انطلاقة إقتصادية.
ب - عوامل تنظيمية:
* اعتمدت كوريا الجنوبية منذ فترة مبكرة على
نظام رأسمالي ومؤسسات ومقاولات كبرى تدعى "الشيبول"
والتي لعبت دورا في تحقيق الإقلاع الإقتصادي اعتمادا على التصنيع وخضعت لمخططات
الدولة.
* تتوفر
كوريا الجنوبية على تجهيزات تساهم في دعم الحركة الإقتصادية من موانئ كبرى
ومطارات، طرق سيارة، سكك حديدية،كما عملت على خلق مناطق صناعية وأقطاب تكنولوجية.
*
تشجيع كوريا الجنوبية واهتمامها بتطوير البحث
العلمي والتعليم حيث تم تخصيص نسبة5٪ من الناتج الداخلي الخام للتعليم.كما أن
المقاولات تساهم بنسبة مهمة في البحث العلمي والتنمية،لذلك تحتل كوريا الجنوبية
المرتبة الرابعة عالميا في براءة الاختراع وتستفيد الصناعة الكورية الجنوبية من
تزايد قيمة الإستثمارت الخارجية.
المقطع الثاني: مظاهر وعوامل نمو وتطور
التجارة والخدمات في كوريا الجنوبية:
1- مظاهر نمو وتطور التجارة
والخدمات في كوريا الجنوبية:
*تعتبر المواد المصنعة مكونا أساسيا في
المبادلات التجارية لكوريا الجنوبية،حيث تمثل 84٪ من الصادراتو49٪ من الواردات
وخصوصا المواد الالكترونية والكهربائية وتجهيزات النقل والمواد الكيماوية.
*سجلت قيمة المبادلات الخارجية نموا ازدادت
وتيرته في العقود الأخيرة حيث تضاعفت قيمة الصادرات ما بين 2005م و2013م،كما أصبحت
تحتل مكانة مهمة في التجارة العالمية(3٪ من الصادرات رتبة7 و 2,4 ٪ من الواردات
رتبة13).
*نهجت كوريا الجنوبية سياسة تجارية منفتحة
على العالم الخارجي،وتعتبر كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية واليابان ودول
الخليج أهم الشركاء التجاريين إلى جانب دول أخرى.
*بفضل
انخراطها في منظمة التجارة العالمية تزايدت الإستثمارت الخارجية في كوريا
الجنوبية،مما مكنها من الاندماج في المجال العالمي.
*تتجه كوريا الجنوبية إلى الاعتماد على
التجارة والخدمات وفق النهج الذي تسير عليه القوى الكبرى حيث يساهم القطاع لثالث
بأزيد من 55٪ من الناتج الداخلي الخام.
2-
العوامل المفسرة لنمو وتطور التجارة في كوريا الجنوبية:
*تتوفر
كوريا الجنوبية على فائض الإنتاج الصناعي يوجه نحو الأسواق الخارجية.
*التركيز
على الصناعات الإلكترونية ذات الجودة العالية والقدرة التنافسية وقد شهد حجم
الإنتاج الصناعي تزايدا بشكل رفع من قيمة
الصادرات،من جهة أخرى فالشركات الكورية الجنوبية لها مكانة مهمة عالميا.
*تتوفر
كوريا الجنوبية على تجهيزات تساهم في الحركة الإقتصادية من موانئ كبرى(بوسان،أولسان،إنشون،...)
ومطارات وسكك حديدية وطرق سيارة.
المقطع
الثالث:أثار التنمية الإقتصادية على لالأوضاع الإجتماعية:
- ارتفاع
نسبة التعليم 99٪ وتقترب نسبة المسجلين في التعليم العالي من البلدان المتقدمة..
- تحسن معدل
الدخل الفردي حيث انتقل من 12 ألف دولار للفرد سنة 2003م إلى أزيد من 22ألف دولار
للفرد سنة 2012م،كما تراجع معدل البطالة..
- تحسين مؤشر
التنمية البشرية الذي انتقل من 0,875 سنة 2003م إلى 0,909 سنة 2012.
- تزايد نسبة
الساكنة النشيطة في قطاع الخدمات 64٪ مقابل تراجع هذه النسبة في الفلاحة 2,6٪.
- استفادة
كوريا الجنوبية من التكنولوجيا العالية بارتفاع نسبة الربط بالهاتف والانترنيت
وتوفرها على مجموعة من المقاولات المتميزة في هذا المجال.
المقطع
الثالث:المشاكل والتحديات التي يواجهها اقتصاد كوريا الجنوبية:
- تنتج كوريا
الجنوبية كميات ضعيفة من المعادن ومصادر الطاقة فتضطر إلى استيرادها مما يجعلها
تتأثر بارتفاع كلفة الاستيراد.
- يعتبر
النشاط الفلاحي نقطة ضعف اقتصاد كوريا الجنوبية حيث تقل مساهمته في الناتج الداخلي
الخام. 3,1٪ مما يدفعها إلى استيراد حاجياتها الغذائية.
- أمام ضعف
الاستهلاك الداخلي تعتمد كوريا الجنوبية على التصدير، مما يدفعها دائما إلى البحث
عن الأسواق.
- تواجه كوريا الجنوبية المنافسة خاصة من طرف
القوى الكبرى وباقي القوى الصاعدة والبلدان الصناعية الحديثة.
- تعاني كوريا الجنوبية من تفاوتات مجالية بين
المناطق الساحلية في الشمال الغربي(العاصمة ونواحيها) والجنوب الشرقي وبين باقي
المناطق أقل نموا.
- تواجه
كوريا الجنوبية مشكل شيخوخة السكان وتراجع نسبة السكان النشيطين ومشكل التلوث
البيئي.
خاتمة:
حققت كوريا الجنوبية نموا اقتصاديا متواصلا
واستطاعت الحفاظ على ديناميتها بفضل تنظيم وتأهيل العنصر البشري.
مصطلحات ومفاهيم:
- نمو اقتصادي حديث:
يقصد به النمو الذي شهدته بعض
إقتصاديات بلدان الجنوب تتميز بارتفاع التنمية البشرية وتأهيل الموارد البشرية،مما
جعلها تنافس القوى الكبرى صناعيا وتجاريا وفي الإستثمارات وتعتبر كوريا الجنوبية
نموذجا.