العالم غداة الحرب العالمية الأولى
تقديم إشكالي
اندلعت الحرب العالمية الأولى بين سنوات 1914 و1918م بين دول المركز وتضم ألمانيا، النمسا-هنغاريا، الامبراطورية العثمانية وبلغاريا وبين دول الحلفاء وتضم فرنسا، انجلترا، روسيا، إيطاليا، اليابان والو م أ، وقد مرت الحرب بمرحلتين اثنتين، تميزت الأولى بتوسعات لدول المركز إلا أن المرحلة الثانية عرفت انتصار الحلفاء خاصة بعد انضمام الو م أ سنة 1917.
فما أهم النتائج السياسية والترابية للحرب؟ وما انعكاساتها على اقتصاد أوربا والعالم؟
1_ ظروف انعقاد مؤتمر السلام وبنود معاهدة فرساي
1_ 1_ ظروف انعقاد مؤتمر السلام
انعقد مؤتمر السلام (الصلح) بقصر فرساي في باريس بين 12 يناير و28 يونيو 1919 بزعامة الأربعة الكبار، الرئيس الأمريكي ويلسون ورئيس حكومة فرنسا كليمانصو ووزراء خارجية بريطانيا وإيطاليا لويد جورج وأورلاندو، فيما غابت عنه الدول المنهزمة وروسيا البلشفية.
تمحور المؤتمر حول التعويضات وإعادة رسم الحدود إلا أن مصالح الدول العظمى كانت متضاربة، ففرنسا كانت تحاول إضعاف ألمانيا، بينما أصرت الو م أ وانجلترا على ضرورة الحفاظ على التوازن
1_ 2_ بنود معاهدة فرساي وردود الفعل إزاءها
وقعت دول الحلفاء معاهدة فرساي مع ألمانيا المنهزمة في 28 يونيو 1919 وقد نصت على:
في المجال العسكري |
في المجال الاقتصادي |
في المجال السياسي |
- منع ألمانيا من التسلح - تقليص جيشها إلى 100 ألف جندي فقط |
- تحميلها مسؤولية الحرب - دفع تعويضات للحلفاء |
- تنازلها عن مستعمراتها فيما وراء البحار - إعادة الألزاس واللورين إلى فرنسا - اعترافها باستقلال النمسا وبولونيا |
اعتبرت ألمانيا معاهدة فرساي مفروضة بالقوة ومهينة وقاسية، وتطلعت إلى إلغائها.
2_ التحولات الترابية والسياسية والاقتصادية بأوربا بعد الحرب العالمية الأولى
التحولات الترابية |
- اختفاء الإمبراطوريات الأوربية الكبرى: الإمبراطورية الألمانية، الإمبراطورية النمساوية-الهنغارية، الإمبراطورية العثمانية. - ظهور كيانات سياسية جديدة مرتكزة على مبدأ القوميات: بولونيا، تشيكوسلوفاكيا يوغوسلافيا، فنلندا، إستونيا، ليتونيا، لتوانيا. - اقتطاع أجزاء ترابية من الدول المنهزمة وضمها للدول المجاورة. |
التحولات السياسية |
- تنفيذ المبادئ الأربعة عشر للرئيس الأمريكي ولسون التي تنص على إعلان الاتفاقيات وحرية الملاحة البحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.. - تأسيس عصبة الأمم كهيئة عالمية للأمم هدفها الحفاظ على السلم العالمي وعلى الاستقلال السياسي والوحدة الترابية للدول. |
التحولات الاقتصادية |
- تراجع المكانة الاقتصادية للدول الأوربية وسقوطها في المديونية الخارجية بفعل خسائرها البشرية والمادية للحرب وتنامي الحواجز الجمركية لدى الدول الجديدة. - بروز قوى اقتصادية جديدة خارج أوربا استفادت من نتائج الحرب هي الو م أ التي تضاعف انتاجها الاقتصادي وتحولت إلى أكبر مزود لأوربا بالأسلحة والسلع. وبذلك تضاعف فائض ميزانها التجاري ست مرات، وتراكم لديها نصف احتياطي العالم من الذهب، وانتقلت إليها البورصة العالمية، وكذلك اليابان التي هيمنت على أسواق الشرق الأقصى. |
خلاصة:
استهدفت الدول المنتصرة من وراء توقيع معاهدات الصلح إضعاف القدرات العسكرية للدول المنهزمة حتى لا تعود إلى تهديد السلم العالمي. فكيف ستؤثر هذه التسويات على تطور العلاقات الدولية خلال فترة ما بين الحربين؟